حوارات و تقارير

نتنياهو والحرب على جبهتين: غزة ولبنان

اقتربت المرحلة الثالثة والأخيرة من المراحل التي حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحربه في غزة من الانتهاء، ومعها تتزايد التوقعات بأن إسرائيل ستوجه أنظارها نحو جنوب لبنان. تشير التحليلات والتصريحات المتداولة إلى أن الهدف هو إبعاد حزب الله إلى ما بعد شمال نهر الليطاني.

نتنياهو بين الحروب والسياسة

حسبما نقلت صحيفة “بيلد” الألمانية عن مصادر دبلوماسية، من المتوقع أن تبدأ إسرائيل هجومها على لبنان في النصف الثاني من يوليو الجاري إذا لم يوقف حزب الله إطلاق النار. ولكن حزب الله يؤكد عدم نيته وقف هجماته على إسرائيل حتى تنهي حربها في غزة.

في هذا السياق، يثار سؤال: هل ستنتهي الحرب في غزة بعد المرحلة الثالثة أم ستبدأ العمليات الإسرائيلية في لبنان، لتكون الجبهة الجنوبية هي المرحلة الرابعة في مخطط نتنياهو؟

مع تأكيد الجيش الإسرائيلي على دخول المرحلة الثالثة من حربه في غزة والتي ستستمر لأسبوعين أو ثلاثة، يبدو أن المرحلة الرابعة قد تبدأ في أواخر يوليو، خاصة بعد فشل المبعوث الأمريكي في إقناع حزب الله بوقف عملياته العسكرية.

تشمل المرحلة الثالثة نقل قوات عسكرية إلى الساحة الشمالية مع لبنان وإراحة جنود الاحتياط الذين قاتلوا في غزة، مع الحفاظ على عدد أقل من القوات على الأرض وبدء عمليات عسكرية دقيقة ومحدودة بناءً على المعلومات الاستخباراتية.

أوضح أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبو لحية، أن شرط نتنياهو عطل الوصول إلى اتفاق منذ يناير الماضي، حيث يصر على عدم الرغبة في وقف إطلاق النار بشكل كامل ويريد العودة إلى الحرب بعد كل مرحلة من الاتفاق. يضيف أبو لحية أن نتنياهو قد يسعى إلى الاتفاق المؤقت فقط للعودة مجددًا إلى القتال، بسبب شهيته الإجرامية ورغبته في تدمير الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى اعتقاده أن الاتفاق الكامل سيشكل صفعة سياسية وعسكرية له.

يؤكد أبو لحية أن نتنياهو يدرك أن وقف إطلاق النار الكامل سيعرضه للتحقيق بشأن فشله في حماية الإسرائيليين في السابع من أكتوبر، مما يضعف موقفه السياسي ويعرضه للمحاسبة. بناءً على ذلك، يرى أبو لحية أن نتنياهو سيستمر في مرحلة واحدة فقط قبل العودة إلى الحرب، مستخدمًا المماطلة لانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على أمل أن يمنحه فوز ترامب شرعية جديدة.

يبدو أن نتنياهو مستمر في استراتيجيته للحرب على جبهتين، مع استغلال الظروف السياسية الداخلية والخارجية لتعزيز موقفه. في ظل فشل جميع التسويات ومحاولات الوساطة، يبقى السؤال: هل سيتوقف نزيف الدماء أم ستستمر الحروب لتكون عنوان المرحلة القادمة؟ نتنياهو يلعب بأوراق النار، تاركًا المنطقة في حالة ترقب وحذر دائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى