سر صيد المصريون القدماء لفرس النهر.. وحكاية إزالة “الأرجل الثلاثة”
أميرة جادو
كان المصريون القدماء يخافون من أفراس النهر لدرجة أنهم قاموا بإزالة ثلاث من أرجل تمثال فرس النهر الشهير لمنعه من إحداث الفوضى في الحياة الآخرة، إلا أن التمثال الصغير الذي صنعه الفراعنة كان مزينًا بتصميمات باللون الأزرق الفاتح برسومات لزهرة اللوتس، التي ترمز إلى التجديد والبعث، في متحف متروبوليتان للفنون.
التمثال الموجود في متحف “متروبوليتان” للفنون بالولايات المتحدة، عبارة عن فرس نهر أزرق صغير مصبوب من الخزف، وهي مادة خزفية مزججة مصنوعة جزئيًا من الكوارتز المطحون، وتم تزيين القطعة الأثرية برسومات لزهور اللوتس التي تنمو في المستنقعات وترمز إلى التجديد والبعث، وقد جرى العثور عليه داخل عمود مرتبط بمقبرة مصرية قديمة تقع خارج مدينة أسيوط.
حيوانات عدائية خطيرة
كما كان المصريون القدماء ينظرون إلى فرس النهر على أنها حيوانات خطيرة وعدوانية، لاسيما عند استفزازها، وفقًا لمتحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك.
وبسبب شهية فرس النهر التي لا تشبع، فإنها غالبًا ما كانت تعيث فسادًا في حقول المزارعين وفي الواقع، حيث تؤكد إحدى البرديات إن موسم سيئ للغاية بعد أن “أخذت الدودة نصفها وأكل فرس النهر الباقي”.
رياضة صيد فرس النهر
كان صيد فرس النهر رياضة شائعة بين المصريين القدماء، الذين كانوا يستخدمون الحراب لاصطياد الوحوش الكبيرة، التي كانت مرتبطة بالفوضى.
وبحلول عام 3000 قبل الميلاد، أصبحت صور الملوك وهم يصطادون أفراس النهر شائعة، لأنها كانت وسيلة لإظهار الحكام وهم يتغلبون على الفوضى ومع ذلك، وبسبب الصيد الجائر، اختفت آخر أفراس النهر البرية من مصر بحلول أوائل القرن التاسع عشر، وفقًا لما ذكره متحف متروبوليتان.
والجدير بالإشارة أن هذا التمثال الصغير، الذي تصل أبعاده نحو 8 بوصات × 5 بوصات (20 سم × 11 سم)، يعتبر أحد الأمثلة العديدة لمنحوتات فرس النهر التي صنعها المصريون القدماء وعندما تم اكتشافه، كانت ثلاث من أرجله مفقودة ومن المحتمل أن تكون مكسورة عمدا لمنعه من إلحاق الأذى في الحياة الآخرة، وفقا لما ذكره متحف متروبوليتان.
في عام 1931، أُطلق على القطعة الأثرية اسم “وليام” نسبة إلى مجلة الفكاهة البريطانية بانش التي نشرت رسمًا كاريكاتوريًا عن فرس النهر.