تاريخ ومزارات

خبيرة في التراث تروي قصة سقوط دولة المماليك بعد خروج الحملة الفرنسية

أسماء صبحي

عندما خرجت الحملة الفرنسية من مصر، اشتد الصراع على الحكم وبخاصة بين المماليك. إلى أن تمكن عثمان بك البرديسى من الانفراد بحكم مصر، والذي وجد نفسه في جانب والشعب في جانب آخر.

الشعب الذي أنهكه الظلم وكثرة الضرائب التي تفنن المماليك وغيرهم فى فرضها عليه. فاشتدت الأيام قسوة وبطشًا بالناس على أيدى أمرائهم. وازداد الأمر سوءاً بحدوث الجفاف الذي أصاب الأراضي الزراعية لنقص مياه النيل. مما أدى إلى نقص الغلال وارتفاع أسعار السلع في الأسواق، إضافة إلى ظلم جنود المماليك للمصريين وجورهم ونهبهم لممتلكات الأهالي.

أزمة جديدة

وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن أزمة جديدة متكررة ظهرت في الأفق في تلك الأثناء. حين طالب الجنود برواتبهم المتأخرة، فوعدهم البرديسي بتدبير تلك الأموال خلال أيام،

وأضافت حسين، أنه في يوم الأربعاء 24 ذى القعدة 1218هـ ، 6 مارس 1804م، سرح كتَّاب الفِردة والمهندسون ومع كل جماعة شخص من الأجناد. وطافوا بالأخطاط يكتبون قوائم الأملاك ويصقعون الأجر، فنزل بالناس ما لا يوصف من الكدر مع ما هم فيه من الغلاء ووقف الحال. وذلك خلاف ما قرروه على قرى الأرياف، فلما كان في عصر ذلك اليوم نطق أفواه الناس بقولهم: “الفِردة بطّالة”، وباتوا على ذلك.
..
وتابعت حسين: “ذهبوا نواحي باب الشعرية ودخلوا درب مصطفى، فضج الفقراء والعامة والطوائف. وخرجت النساء يصرخن وقد صبغن أيديهن بالنيلة ويندبن وينعين ويقلن كلاما على الأمراء مثل: “إيش تأخذ من تفليسى يا برديسى”، وغير ذلك. وخرج الجميع ومعهم طبول وبيارق وبأيديهم دفوف يضربون عليها، وأغلقوا الدكاكين وحضر الجمع إلى الجامع الأزهر.

وأوضحت الخبيرة في التراث، أن البردبسى لم يستجب لخروج الشعب وثورته ضد الظلم والقهر والفساد، ووقف حيال مطالبه بكل عسف وجور. وكما ذكر الجبرتى: “فإنه أظهر الغيظ وخرج من بيته مغضبا إلى جهة مصر القديمة، وهو يلعن أهل مصر. ويقول: لابد من تقرير الضرائب عليهم ثلاث سنوات، وسأفعل بهم وأفعل حيث لم يمتثلوا لأوامرنا”.

نهاية دولة المماليك

وقالت إن الثورة انتشرت من القاهرة إلى رشيد ودمياط وسائر العواصم على الحكام المماليك. ويقول الرافعي: “شرع محمد على في كشف المماليك أمام الشعب وانضم إلى العلماء والمشايخ والشعب المصري. وهاجم الجنود المماليك بالقاهرة وقتل منهم 350 جنديا وفر من تبقى منهم إلى الصعيد مثل قائدهم البرديسي. وتعهد محمد علي ببذل جهوده لرفع هذه الضريبة، فاغتنم تلك اللحظة”.

واختتمت حديثها قائلة: “زالت دولة المماليك وانقضى حكمهم من البلاد ولم تقم لهم بعد ذلك قائمة. وفي اليوم التالى أبطلت الضريبة التى كانت سببا فى اشتعال نار الثورة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى