“تعظيم سلام”| في ذكرى استشهاد البطل أحمد منسى.. وداعه الأخير لأسرته وشعوره باقتراب الرحيل
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى اشتسهاد العقيد أحمد صابر المنسي، الذي سطر ملحمة خالدة طوال الدهر، ففي “البرث” قصده الإرهابيون وأرادوا دماءه دون غيره، ورغم ذلك لم يستطيعوا النيل منه إلا بعد أن كبدهم درسًا وقتل هو ورجاله من جاءوا للاعتداء على رجال مصر الأبطال.
“أنا الجيش صلبًا لا ألين، أقسمنا لا نركع إلا لبارينا، في خضم اليأس نحرس أرضها يبقى الإباء أسمى أمانينا”.. هذه الكلمات جاءت ضمن مقطع صوتي للشهيد البطل قالها صادقًا يقصد كل حرف فيها، فلم يكن يريد غير حماية أرض الوطن، وراحت روحه فداء لهذا الحلم الثمين.
نشأة المنسي
ولد “المنسي” في 4 أكتوبر عام 1978، واستشهد في 7 يوليو عام 2017، بين الميلاد والوفاة، سنوات وسنوات، قضاها المنسي كلها في خدمة الوطن، فكان خير مثال لرجل الجيش الوطني المخلص المحب لوطنه المدافع عنه، ضد أعداء الوطن من إرهابيين وطامعين في أرض مصر الغالية.
“المنسي”، قائد الكتيبة 103، كتيبة الأبطال، قاد المنسي خلال الفترة التي قضاها قائدًا للكتيبة عددًا من العمليات الناجحة التي تمكن خلالها من القضاء على عدد كبير من الإرهابيين، لذلك قصدوه بالاسم، حتى إنهم أرادوا النيل منه من قبل هذا التاريخ بأربعة أعوام في عام 2013.
وداعه الأخير
والجدير بالإشارة أنه قبل يوم استشهاده، ترك “المنسي” زوجته وأولاده الصغار، ودعهم وهو يشعر أنها الأخيرة، علاوة على أن هذا كان شعوره دائمًا في كل مرة يغادر فيها ويعتقد ألا مجال للعودة، فما يراه في مواجهة الإرهابيين يجعله على يقين بأنه في طريقه للاستشهاد كمن سبقوه من أبطال الجيش ورجاله المخلصين.
نحن الآن في فجر يوم السابع من يوليو عام 2017، يوم العملية، خرج الإرهابيون قاصدين كمين “البرث” حيث المنسي، المهمة كانت القضاء على الكمين واستهداف المنسي كان قبل استهداف الكمين.
لكن المنسي لم يستسلم، ولم يكن ذلك غريبًا على رجل في شجاعته، قتل منهم واحدًا تلو الآخر حتى سقط هو شهيدًا ينظر إلى السماء محتضنًا سلاحه، ورغم الاستشهاد لم يتمكن الإرهابيون القتلة من اقتحام الكمين، أو السيطرة عليه، وكذلك فشلوا في النيل من جثة الشهيد البطل، أو أي من العساكر الأبطال الذين شهدوا هذه الملحة واستشهدوا فيها أو كانوا شاهدين عليها.
والجدير بالذكر أن تم تكريم الشهيد البطل، أحمد المنسي، لأن مصر لا تنسى أبناءها المخلصين، كما أطلقوا اسمه الخالد على أحد مشاريع الكباري الجديدة، وكذلك سطر اسمه على مدرسة بالعاشر من رمضان، وكل هذا جاء خلال عام واحد من استشهاده.