مهذب الدين الدخوار: العلامة الفريدة وعبقرية الطب في عصره
مهذب الدين، المعروف بالشيخ الإمام الصدر الكبير، والعالم الفاضل، أبو محمد عبد الرحيم بن علي بن حامد، كان من أبرز علماء الطب في زمانه. تميز بقدراته الفائقة واجتهاده العظيم في تحصيل العلوم، حيث تجاوز معاصريه في مجال الطب. لم يكن له مثيل في علمه، ونال تقدير الملوك والجاه، حتى أصبح رمزًا للطب في عصره.
نشأته ومسيرته العلمية
وُلد ونشأ في دمشق، حيث كان والده وأخوه يعملان في مهنة الكحل. بدأ مهذب الدين مسيرته كمكحل، لكنه كان يواصل الدراسة والنسخ في نفس الوقت، فكتب العديد من الكتب بخطه. درس العربية على يد الشيخ تاج الدين الكندي، واستمر في تحصيل العلوم بشغف واجتهاد حتى في أوقات خدمته. بدأ بدراسة الطب مع الشيخ رضي الدين الرحبي، ثم تتلمذ على يد موفق الدين بن المطران وفخر الدين المارديني.
مسيرته المهنية وخدمته للملوك
خدم مهذب الدين الملك العادل أبا بكر بن أيوب بفضل مهارته في الطب. بدأت خدمته في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي. تألق في عمله الطبي وحاز على احترام وتقدير الملك ووزرائه. عندما اشتد المرض بالحكيم موفق الدين عبد العزيز، اختير مهذب الدين ليحل محله، مما عزز مكانته في البلاط الملكي.
وفاته وإرثه
توفي مهذب الدين في الليلة التي تليها يوم الاثنين، الخامس عشر من صفر، ودفن بجبل قاسيون. لم يترك خلفه ولداً، لكنه ترك مجموعة من المؤلفات التي تعكس براعته في الطب والأدب، منها اختصار كتاب الحاوي للرازي، واختصار كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، ومقالات طبية متنوعة.