قلعة «شالي» في سيوة.. نافذة «أثرية» تأخذك في رحلة عبر التاريخ

أميرة جادو
تعتبر قلعة شالي؛ من أهم المعالم الأثرية الموجودة في قلب واحة سيوة غرب مصر، وهي إحدى أكثر الأماكن المصرية التي تضم العديد من المزارات السياحية داخل مصر، وتعني كلمة “شالي” باللهجة السيوية “المدينة الحصينة”.
تصميم القلعة
ومن جهته، أوضح الدكتور حسين دقيل، خبير الآثار، إن القرية لم يكن لها سوى مدخل واحد بالجهة الشمالية منها؛ وكان ذلك من أجل القدرة على الدفاع عن القرية، ويسمى هذا الباب بـ “باب إنشال” أي باب المدينة، غير أنه وبعد مرور قرن من الزمان، تم إنشاء باب آخر بالجهة الجنوبية؛ يسمى “باب أثرات” أي الباب الجديد، وكان الباب الأخير هذا يستخدمه الأهالي الذين كانوا لا يرغبون في المرور أمام رؤساء القبائل الذين كانوا يعقدون مجالسهم بالقرب من المدخل الرئيسي للمدينة.
وبمرور قرن من الزمان؛ تم فتح باب ثالث في الجهة الشمالية، وكان مخصصاً للنساء فقط، وكان يسمى “باب قدوحة”، نسبة إلى صاحب الدار الذي كان يسكن في مواجهة هذا الباب.
تاريخ قلعة شالي
تعتبر حصنًا قديمًا تم بناؤه من الطوب اللبن في العصر المملوكي؛ خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر من الميلاد “السادس والسابع من الهجرة”، وذلك بغرض صد هجمات البدو، حيث كانت تسود الفوضى في ذلك الوقت، فالقبائل كانت تغار على بعضها البعض من أجل الغذاء، وهذا كان من أهم الأسباب التي دعت أهل سيوة للعمل على إقامة هذه القلعة لصد العدوان الذي قد تتعرض له.
تم بناءها على قمة صخرة عملاقة من طابق واحد، قبل أن تضاف إليها طوابق أخرى وصلت إلى خمس، ذلك على يد أربعين رجلاً من سكان الواحة، علاوة على بناء سور عظيم يحيط بالمبنى؛ أما عن مادة بناء القلعة؛ فكانت من نفس مادة بناء القرية؛ فقرية شالي مبنية بشكل كامل من مادة الكرشيف، وهو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون، وهذه الخلطة كانت عندما تجف تصبح شديدة الصلابة وعصية على الهدم والانهيار، وكان البناء بهذه المادة، يمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة .
وكان للقلعة دور هام في حماية المنطقة، أستمر إلى أن جاء عصر محمد علي، عام 1805 حيث لم تعد هناك حاجة لها، لذلك تم هجرها، وأقام القرويون مبانٍ أخرى في مناطق أكثر اتساعًا حول واحة سيوة، بل وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، والعناصر الحيوية الأخرى التي كانت بمنازلهم في شالي القديمة، ودفع هذا كله إلى تدهور قلعة شالي بشكل واضح على مر السنين.
وفي العام 1926م، تدمرت قلعة شالي بشكل كبير، جراء سيول غزيرة هطلت على الواحة واستمرت ثلاثة أيام، وتسببت هذه السيول في انهيار بعض المنازل وتصدع أخرى داخل قلعة شالي التي تحول قطاع كبير منها إلى طلل بعد هذه السيول.
والجدير بالذكر، قامت وزارة السياحة والآثار، في العام الماضي، بمد إعفاء مستأجري محلات المنتجات التراثية في من دفع القيمة الإيجارية لمدة ستة أشهر، وذلك في إطار حرص الوزارة على تشجيع أصحاب الحرف التراثية وتقديم الدعم اللازم لهم لا سيما في ظل الآثار الاقتصادية الناتجة عن أزمة فيروس كورونا المستجد.