تاريخ ومزارات

قصر الباهية: جوهرة معمارية في قلب مراكش

أسماء صبحي

يعتبر قصر الباهية في مدينة مراكش المغربية واحدًا من أبرز المعالم التاريخية التي تجسد روعة العمارة الإسلامية التقليدية وفخامة الحياة في المغرب خلال أواخر القرن التاسع عشر. وبني القصر بأمر من الوزير أحمد بن موسى، الذي كان يلقب بـ”باحماد”، ليكون رمزًا للقوة والثروة ومقرًا لإقامته وأفراد عائلته.

تصميم قصر الباهية 

يمتد القصر على مساحة تزيد عن 8 هكتارات، ويضم العديد من الأجنحة الفاخرة، والغرف المزخرفة. والأروقة الطويلة التي تتميز بالنقوش الخشبية والزخارف الهندسية الدقيقة. كما يحتوي على حدائق ساحرة مزروعة بأشجار البرتقال، والليمون، والنخيل، مما يمنح الزائرين شعورًا بالهدوء والجمال.

أهم ما يميز القصر هو سقوفه المزخرفة التي تتداخل فيها الألوان بشكل متناغم. بالإضافة إلى البلاط الزليجي الذي يغطي الأرضيات والجدران بأسلوب يعكس حرفية المغاربة في تلك الفترة.

الدور التاريخي

كان قصر الباهية مقرًا لإقامة الحكام وكبار المسؤولين خلال حقبة السلاطين العلويين. كما استخدم القصر لعقد الاجتماعات المهمة واستضافة كبار الشخصيات من داخل المغرب وخارجه. وعلى الرغم من التحولات التاريخية، حافظ القصر على مكانته كأحد أهم المعالم السياحية والثقافية في المملكة.

ويستقبل القصر آلاف الزوار سنويًا الذين يأتون لاستكشاف جماله المعماري والتعرف على تاريخه العريق. كما يستخدم القصر أحيانًا لاستضافة الفعاليات الثقافية والفنية التي تعكس التراث المغربي.

ويقول الدكتور عمر الإدريسي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الرباط، إن قصر الباهية ليس مجرد معلم تاريخي. بل هو نافذة على ماضي المغرب الغني بالثقافة والفن. كما تعد زيارته رحلة إلى عوالم الجمال والفخامة التي سادت في العصور الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى