المسجد العباسي.. تاريخ وتراث إسلامي عالمي بسيناء
أسس بجوار قلعة عمرها يقترب من 500 سنة
المسجد العباسي.. تاريخ وتراث إسلامي عالمي بسيناء
أسس بجوار قلعة عمرها يقترب من 500 سنة
سيناء – محمود الشوربجي
تنتشر في ربوع سيناء زوايا وهي بمثابة مساجد صغيرة بسيطة جدا، قد تكون في بعض الأحيان مبنية من سعف النخيل على شكل عريشة، وهي الأكثر انتشارًا قبل بناء المساجد من الطوب وغيرها، ولازال الأهالي يترددون عليها في القرى البعيدة. كما تتميز سيناء بوجود مساجد تاريخية قديمة ولعل أقدمها المسجد العباسي في مدينة العريش.
ويقع المسجد العباسي في محيط قلعة تاريخية أنشأها السلطان سليمان خان الأول المعروف بالسلطان سليمان القانوني. وذلك عام 968 هجرية الموافق 1560 ميلادية، في مدينة العريش في شمال سيناء. وهو من أهم معالم المدينة الحالية. إذ شهد حروب ووقائع منذ مهد حاضرة العريش التي أصبحت فيما بعد أكبر حاضرة في سيناء.
ووفقًا للمصادر القديمة، أن السلطان سليمان القانوني جلب لها حامية من البوشناق المعروفة حاليًا بـ «البوسنة والهرسك». وإلى هذه الحامية ترجع أنساب معظم عائلات مدينة العريش. لعدة قرون ظلت قلعة العريش مركزًا أساسيًا لإدارة شبه جزيرة سيناء. والتي كانت محافظة واحدة قبل أن تصبح محافظتين بعد عودة العريش إلى التراب المصري بعد 1979م. أما حامية القلعة فثمة رواية لا أساس لها بأن محمد على هو من سرحها.
ووفقًا للدكتور فوزي الشوربجي، المؤلف لكتاب عائلة الشوربجي، أن مسجد العباسى أمر ببناءه خديوى مصر عباس حلمى الثانى عام 1218هو 1799م وهذا ما تم نقشه على عتبة بابه، وقد تم استخدام الحجارة من القلعة الرومانية الكائنة على جبل لحفن فى بناءه. وتم اقامته مكان المقام المدفون به (الشيخ الدمياطى) (سليمان إمام الدمياطي ) كَاتب الحجة أو عقد البيع عام 1192م 1105ه. وقد تم إخراج الضريح من داخل المسجد بمعرفة وزارة الأوقاف بعد زوال الاحتلال الصهيوني منها عام 1989. وكذلك مع عمليات التجديد التي تمت للمسجد العباسي عدة مرات.
مؤذن المسجد العباسي
كما لفت الباحث إلى أن مؤذن هذا المسجد قَبل عام 1970 وبعده كَان الحاج/ حامد الأزعر (رحمه الله). كان الحاج / حامد الأزعر يصعد على المئذنة من خلال السلم الموجود بداخلها ويؤذن بصوته الذي كَان يسمعه أهل حي الفواخرية و الشوربجى والمزرعة بوضوح لكون هذا المكان هو من أعلى الأماكن في مدينة العريش التى ترتفع بطول 24 متر عن سطح البحر، وذلك قَبل دخول جلبة المدينة الحديثة، وقبل استعمال الميكروفونات، وكان لا يؤذن لصلاة المغرب حتى يرى الشمس تختفي في البحر نهائيا غير معتمد على التقويم المعد من قِبل الشركات الموزعة للنتائج (التقويمات) وكَان يلحظ أن التقويم غير سليم وأن الناس يفطرون مبكرين فى رمضان أو غيره عن التوقيت الحقيقي.
ومن قَبله فى فترة الستينات وما بعدها كَان مؤذن المسجد المرحوم (عوده خالد) من عائلة السلايمة. وكَان تومرجيا بمستشفى العريش الأميري وهي مستشفى العريش العام حاليًا، ولم يكن معينا من قبل الأوقاف ولكنه يعمل ذلك حسبة لله، وكَان صاحب صوت ندى حتى أنه كن مداحًا للنبى صلى الله عليه وسلم.