تاريخ السلاجقة والدانشمند … (12)
تاريخ السلاجقة والدانشمند … (12)
———————————————————————
السلطان محمد ألب أرسلان و معركة ملاذكرد الخالدة
———————————————————————
ملخص ما سبق :
كان ألب أرسلان متلهفاً للجهاد في سبيل الله، ونشر دعوة الإسلام في داخل الدول المسيحية المجاورة له، كبلاد الأرمن وبلاد الروم، وكانت روح الجهاد الإسلامي هي المحركة لحركات الفتوحات التي قاما بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، ..
وأصبح ألب قائد السلاجقة زعيماً للجهاد، وحريصاً على نصرة الإسلام ونشره في تلك الديار، ورفع راية الإسلام خفاقة على مناطق كثيرة من أراضي الدولة البيزنطية ،
أغار ألب أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي سنة 414ﻫ وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلاً من الخليفة الفاطمي العبيدي سنة 462ﻫ ،
ثم أرسل قائد الترك أتسز بن أوق الخوارزمي في حملة إلى جنوب الشام فانتزع الرملة وبيت المقدس من أيدي الفاطميين العبيديين، ولم يستطيع الاستيلاء على عسقلان التي تعتبر بوابة الدخول إلى مصر،..
وضع السلطان ألب أرسلان نصب عينيه تحقيق هدفي السلاجقة وهما التوسع باتجاه الأراضي البيزنطية وطرد الفاطميين في بلاد الشام والحلول مكانهم ثم استخلاص مصر منهم،
وقد آثاره احتمال التقارب بين البيزنطيين والفاطميين فحرص على أن يحمي نفسه من بيزنطية بفتح أرمينية والاستقرار في ربوعها، قبل أن يمضي في تحقيق الهدف الثاني وهو مهاجمة الفاطميين.
وقداشتدت في هذه الأثناء غارات الأتراك على أراضي الدولة البيزنطية، وتوغلوا فيها، ففتح هارون بن خان أرتاج عام 460ﻫ بعد أن حاصرها خمسة أشهر ،
ونهض الأمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينوس ليوقف تقدم المغيريين، ومنعهم من التوغل أكثر في عمق الأراضي البيزنطية، وقاد حملتين عسكريتين ضد الأجزاء الشمالية لبلاد الشام بين عام 461ﻫ – 462ﻫ فهاجم منطقة حلب وحقق نصرا على المرادسة ثم عاود انسحابه شمالا لصد غارات الترك .
تقاعس محمود بن نصر ابن مرداس أمير حلب،عن تقديم الولاء للسلطان ألب أرسلان السلجوقي مما اضطره لحصار المدينة ..
واستمر الحصار مدة شهرين ويومين ولم يجر قتال غير يوم واحد، وكان يقول لأتباعه : أخشى أن أفتح هذا الثغر بالسيف فيصير إلى الروم !!
ومهما يكن من أمر، فقد فشل السلطان في اقتحام المدينة،
واضطر السلطان أخيراً إلى فك الحصار عن المدينة، وبخاصة بعد ورود أنباء عن ظهور الأمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينوس في أرمينية وهو عازم على مهاجمة خراسان ،..
لذلك لجأ ألب إلى السياسة لتفريق الكلابين وإضعاف موقف محمود بن نصر، فأستدعى جميع أمراء بني كلاب ليختاروا أميراً منهم يعينهَّ على حلب .
وعندما علم محمود بن نصر بهذا التحول، خشي على سلطته في حلب فسعى إلى التوصل إلى مصالحة مع ألب أرسلان.
فاستطاع التوصل معه إلى اتفاق أضحى محمود بموجبه، تابعا فعلياً ورسمياً للسلطان، ومتولياً من قبله وبتوقيعه، وليس أميراً حاكماً بقوته يستطيع في كل لحظة نقض الولاء .
غادر السلطان ألب أرسلان المنطقة بعد ذلك، وعاد إلى بلاد ما وراء النهر للقتال هناك، وترك بعض عسكره وأتباعه بقيادة أتسز بن أوق الخوارزمي وكان معه إخوته، جاولي والمأمون وفزلو وشكلي، وإذن لهم بالاصطدام بالفاطميين وإخراجهم من بلاد الشام،…
وتوجه الأتراك بزعامة أتسز، بعد رحيل السلطان ألب أرسلان عن المنطقة إلى دمشق بهدف ضمَّها، فضربوا عليها حصاراً مركزاً، وأغاروا على أعمالها، وقطعوا الميرة عنها، ورعوا زرعها،
ومع ذلك فقد فشلوا في اقتحامها ، فغادروها إلى فلسطين، فضُّموا الرملة، وبيت المقدس، بعد حصار، وطردوا منها الحامية الفاطمية وانتزعوا طبرية من أيدي الفاطميين، وحاصروا يافا، فهرب حاكمها رزين الدولة الفاطمي، ..
وألغى أتسز الدعوة للمستنصر الفاطمي، وخطب للخليفة العباسي والسلطان السلجوقي وأرسل إلى بغداد يخبر بما حقَّقه في بلاد الشام .
———————————————————————
موقعة ملاذ كرد سنة 463ﻫ
قام الب أرسلان بحملة كبيرة ضد الأقاليم النصرانية المجاورة لحدود دولته، وقاد جيشه نحو جنوب أذربيجان وأتجه غرباً لفتح بلاد الكُرج (جورجيا حاليا) والمناطق المطلةَّ على بلاد البيزنطيين …
وكان سكان الكرج يكثرون من الغارة على أذربيجان فأصبحوا مصدر قلق لسكان المنطقة، وانضم إليه وهو في مدينة مرند في أذربيجان أحد أمراء التركمان ويدعى طغتكين، وكان دائم الغارة على تلك المنطقة، عارفاً بمسالكها …
واجتاز الجيش السلجوقي نهر الرس ، في طريقه إلى بلاد الكُرج، وفصل الب أرسلان أثناء زحفه، قوة عسكرية بقيادة ابنه ملكشاه ووزيره نظام الملك هاجمت حصوناً ومدناً بيزنطية منها حصن سُرماري ومدينة مريم نشين الحصينة وفتحها واستمرت فتوحاته الكبيرة في الأراضي الأرمينية .
ويبدو أن ملك الكُرج هاله التوغل السلجوقي في عمق المناطق الأرمينية فهادن ألب أرسلان وصالحه على دفع الجزية …
ونتيجة لهذا التوغل السلجوقي أضحى الطريق مفتوحاً أمام السلاجقة للعبور إلى الأناضول بعد أن سيطروا على قلب أرمينية، فأغاروا على المناطق الحدودية واستولوا على دروب الأمانوس في عام 459ﻫ، وهاجموا قيصرية حاضرة كبادوكية في العام التالي .
جرى كل ذلك ولم يبذل الأمبراطور البيزنطي جهداً كبيراً لمقاومة هذه الغارات، مما شجعّهم على التوغل في عمق الأناضول فوصلوا إلى نيكسار ، وعمورية في عام 461ﻫ وإلى قونية في العام التالي، وإلى خونية القريبة من ساحل بحر إيجه في عام 463ﻫ، ..
شكل فتح السلاجقة لبلاد الكرج والقسم الأكبر من أرمينية، تحدياً لبيزنطية وبخاصة بعد أن أدرك الأمبراطور البيزنطي، أن ألب أرسلان يصبغ غزوه للبلاد بصبغة الجهاد الديني، وهو يطبع المناطق المفتوحة بالطابع الإسلامي، مما جعل نشوب الحرب بين المسلمين والبيزنطيين أمر لا مفر منه .
تآمر ملك الروم على الإسلام
خرج ملك الروم (رومانوس) في جمع كبير من الروم والروس والكرج والفرنجة وغيرهم من الشعوب النصرانية، حتى قدر ذلك الجمع بثلاثمائة ألف جندي ، أعدهم الإمبراطور لملاقاة السلطان السلجوقي، الذي ما إن علم باقتراب الروم ومن معهم حتى استعد للأمر واحتسب نفسه ومن معه شهداء،
وكان في قلة من أصحابه لا تقارن بعدد الروم وأتباعه قيل إنهم قرابة خمسة عشرة ألف ، ولم يكن لديه وقت لاستدعاء مدد من المناطق التابعة له وقال : قولته المشهورة :
” أنا أحتسب عند الله نفسي وإن سعدت بالشهادة ففي حواصل الطيور الخضر من حواصل النسور الغبر رمسي، وإن نصرت فما أسعدني وأنا أمسي، ويومي خير من أمسي ”
وهجم بمن معه على مقدمة الأعداء وكان فيها عشرون ألفاً معظمهم من الروس، فأحرز المسلمون عليهم انتصاراً عظيماً وتمكنوا من أسر معظم قوادهم .
🔹️ ثم أرسل السلطان ألب أرسلان المصالحة على ملك الروم : ثم أرسل السلطان الب أرسلان من قبله وفداً إلى إمبراطور الروم وعرض عليه المصالحة ولكنه تكبر وطغى ولم يقبل العرض ، وقال :
” هيهات !! لا هدنة ولا رجوع إلا بعد أن أفعل ببلاد الإسلام مثل ما فُعل ببلاد الروم ، وجاء في رواية لا هدنة إلا ببذل الري، ” يعني الإستيلاء عليها وكانت عاصمة السلاجقة
فحمى السلطان واستشاط ، فقال إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي : إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين .
🔹️ اندلاع المعركة وانتصار المسلمين
أعد المسلمون العدة للمعركة الفاصلة واجتمع الجيشان يوم الخميس الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 463ﻫ،..
فلما كان وقت الصلاة من يوم الجمعة صلى السلطان بالعسكر ودعا الله تعالى وابتهل وبكى وتضرع وقال لهم :
” نحن مع القوم تحت الناقص وأريد أن أطرح نفسي عليهم في هذه الساعة التي يدعي فيها لنا وللمسلمين على المنابر، فإما أن أبلغ الغرض وإما أن أمضي شهيداً إلى الجنة، فمن أحب أن يتبعني منكم فليتبعني، ….
ومن أحب أن ينصرف فليمض مصاحباً فما هاهنا سلطان بأمر ولا عسكر يؤمر فإنما أنا اليوم واحد منكم، وغاز معكم، فمن تبعني، ووهب نفسه لله تعالى فله الجنة أو الغنيمة ومن مضى حقت عليه النار والفضيحة “.
فقالوا : مهما فعلت تبعناك فيه وأعناك عليه ، فبادر ولبس البياض وتحنط استعداداً للموت وقال : إن قتلت فهذا كفني ، ثم وقع الزحف بين الطرفين …
ونزل السلطان ألب أرسلان عن فرسه ومرغ وجهه بالتراب وأظهر الخضوع والبكاء لله تعالى وأكثر من الدعاء ثم ركب وحمل على الأعداء، وصدق المسلمون القتال وصبروا وصابروا حتى زلزل الله الأعداء وقذف الرعب في قلوبهم، …
ونصر الله المسلمين عليهم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا منهم جموعاً كبيرة، كان على رأسهم ملك الروم نفسه الذي أسره أحد غلمان المسلمين فأحضر ذليلاً إلى السلطان ، فقنعّه بالمِقرعة، وقال :
” ويلك ألم أبعث أطلب منك الهدنة ؟
قال : دعني من التوبيخ.
قال : ما كان عزمك لو ظفرت بي ؟
قال : كل قبيح ..
قال : فما تؤمَّلُ وتُظُن بي ؟
قال : القتل أو تُشهّرني في بلادك، والثالثة بعيدة : العفو وقبول الفداء.
قال ألب أرسلان : ما عزمت على غيرها …!!!
فاشترى الإمبراطور نفسه بألف ألف دينار وخمس مائة ألف دينار، وإطلاق كل أسير في بلاده، فخلع عليه، وبعث معه عدة وأعطاه نفقة توصله وأما الروم فبادروا وملَّكوا آخر، فلما قرب أرمانوس شعر بزوال ملكه، فلبس الصوف، وترهب، ثم جمع ما وصلت يده إليه نحو ثلاثمائة ألف دينار، وبعث بها، واعتذر وقيل، إنه غلب على ثغور الأرمن .
لقد غزا ألب أرسلان بلاد الروم مرتين، وافتتح قلاعاً، وأرعب الملوك، ثم سار إلى أصبهان ومنها إلى كرمان وذهب إلى شيراز ثم عاد على خراسان، وكاد أن يتملك مصر .
🔸️نتائج ملاذكر : 463ﻫ
☆أ – تعتبر معركة ” ملازكرد ” من المعارك الفاصلة في التاريخ ويسميها بعض المؤرخين باسم الملحمة الكبرى، وتعد أكبر نكسة في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية وأصبحت الأراضي البيزنطية تحت رحمة السلاجقة وبذلك يكون السلاجقة قد تابعوا الجهاد الذي قام به المسلمون ضد الروم .
☆ب – لم يكن هذا الانتصار انتصاراً عسكرياً فقط بل كان انتصاراً دعوياً للإسلام، إذ انتشر السلاجقة في آسيا الصغرى عقب معركة ملاذكرد وضّموا إلى ديار الإسلام مساحة تزيد على 400 ألف كم، عّم الإسلام تلك الجهات منُذ ذلك الوقت ولم يكن دخلها أبداً من قبل ،…
إن هذه المرحلة من تاريخ الإسلام كانت مرحلة امتداد وتوسع أيضاً ولم تكن مرحلة جمود وتوقف كما يتصور كثير من الناس ممن يقرؤون التاريخ الإسلامي على عجالة ويتوقفون عند نهاية العصر العباسي الأول ويجملون العصر الثاني بكلمات تدل على الضعف والتفكك والتوقف ،..
وخصوصاً إذا ذهبنا إلى المغرب والأندلس حيث دولة المرابطين السنية التابعة للخلافة العباسية، فبعد ست سنوات من معركة ملاذكرد أي في عام 469ﻫ استطاع المرابطون في المغرب أن يفتحوا عاصمة إمبراطورية غانا ” كومبي صالح ” وأن يفرضوا الإسلام على جميع البلاد …
وقد وافق ملك غانا ” تنكامنين ” على الدخول في الإسلام والخضوع لسلطان المرابطين، وقد دخل كثير من الشعب في الإسلام أيضاً، وبذا تكون ديار الإسلام قد امتدت في إفريقية على مساحة جديدة تقرب من نصف مليون كيلو متر مربع
وفي الوقت نفسه فقد اتسعت ديار الإسلام في الجنوب الشرقي في الهند وفتحت مساحات واسعة من شمال في تلك البلاد .
☆ت – تعتبر هزيمة البيزنطيين في ملاذكرد نقطة تحول في التاريخ الإسلامي البيزنطي فلأول مرة يقع الإمبراطور نفسه أسيراً في أيدي المسلمين ، فهي لا تقل أهمية عن اليرموك ونتائجها،
وإذا كانت اليرموك قد قررت مصير بلاد الشام، فإن ملاذ كرد قد قررت مصير آسيا الصغرى، التي نجح الأتراك السلاجقة في فتحها والتوغل فيها، …وكانت بذلك لبنة اجتثت من بناء الدولة البيزنطية فمهدت لسقوطها،
فعندما فقدت الإمبراطورية ولاياتها الغنيةفي آسيا الصغرى، أصبحت القسطنطينية رأساً حُرم من الجسد الذي يسنده وبذلك غدت آسيا الصغرى برمتها مكشوفة أمام السلاجقة،
وهكذا بضربة واحدة دفعت الحدود التقليدية التي طالما فصلت بين الإسلام والمسيحية 400 ميل إلى الغرب ولأول مرة استطاع الأتراك السلاجقة أن يحرزوا مكاناً ثابتاً في تلك البقاع ، ومنُذ ذلك الحين فقد الرؤساء والجنود شجاعتهم، ولم تحرز الإمبراطورية نصراً على الإطلاق ..
☆ث – ومن نتائج ملاذكرد أن قضى السلاجقة على التحالف البيزنطين الفاطمي، واضطرت بينزنطة إلى مصالحتهم،..
أما أرمينية فقد زالت منها الإدارة البيزنطية بعد أن هجرها سكانها وخضعت المدن الأرمينية للسلاجقة ، كما أنهار نظام الدفاع البيزنطي الذي تولاه أمراء التخوم، وبذلك تعرض نظام الثغور لضربه قاسية لاسيما وأن بيزنطة لجأت بعد المعركة إلى إنزال حاميات من الجند المرتزقة في أرمينية وأثرها، ولم تحاول الاستعانة بالسكان الأصليين .
☆ج – تُعد معركة ملاذكرد أشد ما وقع في التاريخ البيزنطي من كوارث، بل إنها أكبر كارثة حلت بالإمبراطورية البيزنطية حتى نهاية القرن الخامس الهجري، وجاءت دليلاً على نهاية دور الدولة البيزنطية في حماية النصرانية من ضغط الإسلام وفي حراسة الباب الشرقي لأوربا من غزو المسلمين،..
وتراءى للصليبين فيما بعد أن البيزنطيين فقدوا على أرض المعركة ما اتخذوه من لقب حماة العالم النصراني، وبَّررت هذه المعركة ما جرى من تدخل الغرب الأوروبي، لأن بيزنطية لم يعد بوسعها حماية العالم النصراني في الشرق وأصبحت عاجزة عن أن تُلقي بجيش في المعركة لأعوام عديدة .
كما أن هذه المعركة مهدت الطريق ويسرت السبل للقضاء على سيطرة البيزنطيين على أكثر أجزاء منطقة آسيا الصغرى، مما ساعد على القضاء على الدولة البيزنطية نفسها، بعد ذلك على أيدي الأتراك العثمانيين .
☆ح – يعد الأتراك أكثر العناصر العسكرية الأجنبية إفادة من الأوضاع المضطربة التي سادت المجتمع البيزنطي والوضع السياسي بعد معركة ملاذكرد. فقد حاولت الأطراف المتنازعة في بيزنطية أن تستعين بالقوات التركية ضد بعضها البعض مما أتاح للسلاجقة، التوغل في صميم الحياة البيزنطية .
☆خ – أقدمت السلطات البيزنطية في القسطنطينية على عزل الأمبراطور رومانوس الرابع وأجلست مكانه ميخائيل السابع بن قسطنطين العاشر دوقاس، وحاول رومانوس في غمرة هذا الصراع أن يستعين بالقوات التركية، غير أن الهزيمة لحقت به وتقرر إلقاء القبض عليه وسمل عينيه.
☆د – إنتهج معظم الأباطرة البيزنطيين بعد رومانوس الرابع نهجه في الاستعانة بالأتراك كلما واجهتهم محنة، فعندما أعلن روبيل بايليل قائد قوات الفرنج المرتزقة العصيان على الدولة البيزنطية استعان ميخائيل السابع بالقوات التركية لقمع حركته، ..
كما استعان بالأخوين منصور وسليمان، من أقارب السلطان ألب أرسلان، للقضاء على ثورة نقفور بوتانياتسى، على أن الأخوين لم يلبثا أن تخليا عن الأمبراطور ودخلا في خدمة بوتانياتس، فأنزلهما في مدينة نيقية ، وعلى هذا النحو استولى الأتراك على مقاطعتي جالايتا في وسط بلاد الأناضول وفريجيا المجاورة.
☆ذ – لقد حقَّق ألب أرسلان هدفه، إذ كفل الحماية لجناح جيشه، وأزال خطر التقارب بين بيزنطية والفاطميين، وانصرف بعد ذلك لمواصلة القتال في إقليم ما وراء النهر حيث قضى نحبه عام 465ﻫ …
ولم ينفذ ابنه وخليفته في الحكم، ملكشاه إلى آسيا الصغرى، غير رعاياه من الأتراك اتخذوا من سهول وسط آسيا الصغرى، مراع تنتجعها الأغنام، وعهد إلى ابن عمه سليمان بن قُتلمش بأن يستولي على هذا الإقليم لصالح الأقوام التركية .
رحم الله السلطان ألب أرسلان .
———————————————————————
تاريخ دمشق ابن القلانسي ص 166 – 168.
تاريخ السلاجقة في بلاد الشام ص 119.
الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ السلاجقة في الشام ص 119.
الرس : نهر يخرج من قاليقلا ويمر بأران.
سُرماري : قلعة عظيمة وولاية واسعة بين تفليس وخلاط.
تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى ص41،42.
نيكسار : إحدى مدن ولاية سيواس تقع شمال شرق تركيا.
عمورية : مدينة في بلاد الروم.
تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى ص 42.
الفتوح الإسلامية عبر العصور للعمري ص197.
مختصر تاريخ دولة آل سلجوق ص 40.
المنتظم (8/261).
الفتوح الإسلامية عبر العصور ص 198.
المنتظم (8/361).
سير أعلام النبلاء(18/415).
الدولة العثمانية للصَّلاَّبي ص 30.
سير أعلام النبلاء (18/413).
يقصد بهذه العبارة قلة العدد .
المنتظم (8/262) الفتوح الإسلامية عبر العصور ص 199.
الكامل في التاريخ نقلاً عن الفتوح الإسلامية ص 199.
الفتوح الإسلامية عبر العصور ص 199.
سير أعلام النبلاء (18/416).
الحروب الصليبية ، المقدمات السياسية ، عليه الجنزوري ص511 ، 212.
التاريخ الإسلامي، الدولة العباسية ، محمود شاكر (6/360). المصدر نفسه (6/360).
التاريخ الإسلامي الدولة العباسية، محمود شاكر (6/360).
العلاقات الإقليمية والحروب الصليبية ، دكتور كمال بن مارس ص 62.
المجتمع الإسلامي، أحمد رمضان ص 49 ، 50.
العلاقات الإقليمية والحروب الصليبية ص 62.
المصدر نفسه 63.
الحروب الصليبية رنسيمان (1/110).
تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى ص 51.
نيقية من أعمال القسطنطينية على البر الشرقي.
تاريخ سلاجقة الروم في آسيا ص 53
☆ السلاجقة د. علي الصلابي ص73-83
———————————————————————