رقصة التنورة: تعبير فني صوفي يجمع بين السمو الروحي والإبداع

كتبت: رانيا سمير

تعود جذور رقصة التنورة إلى الطريقة المولوية، وهي طريقة صوفية أسسها جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر. يعتقد الصوفيون أن الحركة الدائرية تساعد على التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية والوصول إلى حالة من الصفاء الروحي.

 رقصة التنورة ترمز إلي العديد من المفاهيم الصوفية، منها:

• الوحدة: يرمز الدوران الدائري إلى الوحدة بين الإنسان والكون.
• السمو الروحي: يرمز الدوران الدائري إلى السمو الروحي والاتحاد مع الله.
• التخلص من الذنوب: يرمز الدوران الدائري إلى التخلص من الذنوب والارتقاء إلى حالة من الطهارة الروحية.
  الإبداع

تتميز رقصة التنورة بإبداع الراقصين في حركاتهم وتعبيراتهم. يستخدم الراقصون حركاتهم لخلق أشكال وتصاميم جميلة، كما يستخدمون تعبيراتهم الوجهية لعكس المشاعر المختلفة.

يمكن تقسيم رقصة التنورة إلى عدة مراحل، لكل منها حركاتها وتعبيراتها الخاصة. تبدأ الرقصة عادةً بحركات بطيئة وهادئة، ثم تزداد سرعة الحركات تدريجيًا مع تقدم الرقصة.

يستخدم الراقصون العديد من الحركات والتقنيات المختلفة في رقصة التنورة، منها:

• حركات الدوران: تُعد حركات الدوران هي الحركات الأساسية. يدور الراقصون حول محورهم أو حول محور ثابت، ويمكنهم الدوران في الاتجاهات الأربعة.
• حركات الذراعين: تستخدم الذراعان بشكل أساسي لخلق الأشكال والتصاميم. يمكن للراقصين استخدام الذراعين لرسم دوائر أو أشكال أخرى، أو يمكنهم استخدامهما لتمثيل أشياء معينة، مثل الأجنحة أو الأشجار.
• حركات الرأس: يستخدم الرأس أيضًا بشكل أساسي لخلق التعبيرات. يمكن للراقصين استخدام الرأس لتمثيل المشاعر المختلفة، مثل الفرح أو الحزن أو الغضب.

الأزياء

تتميز رقصة التنورة بتنوع الأزياء وألوانها. يرتدي الراقصون عادةً تنورة طويلة ملونة، بالإضافة إلى غطاء رأس وحذاء خاص.

ترمز الألوان الزاهية للأزياء إلى البهجة والفرح. كما ترمز إلى التنوع الثقافي للمجتمع المصري.

تتكون تنورة التنورة عادةً من طبقات متعددة من الأقمشة الملونة، ويمكن أن يصل طولها إلى عدة أمتار. يُصنع غطاء الرأس عادةً من القماش أو الجلد، ويُزيَّن أحيانًا بالأجراس أو الخرز.

الفرق الشهيرة

هناك العديد من الفرق الشهيرة التي تقدم الرقصة، منها:

• فرقة التنورة التراثية المصرية: تأسست هذه الفرقة في عام 1962، وهي واحدة من أشهر الفرق التي تقدم الرقصة  في مصر
• فرقة التنورة السورية: تأسست هذه الفرقة في عام 1970، وهي واحدة من أشهر الفرق التي تقدم رقصة التنورة في سوريا  
• فرقة التنورة التونسية: تأسست هذه الفرقة في عام 1975، وهي واحدة من أشهر الفرق التي تقدم الرقصة في تونس.
• تتميز هذه الفرق بعروضها الرائعة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

الانتشار

انتشرت الرقصة  إلى العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث أصبحت جزءًا من التراث الشعبي لهذه الدول.

تحظى الرقصة بشعبية كبيرة في مصر، حيث يتم تقديمها في العديد من المناسبات، مثل الاحتفالات الدينية والوطنية.

تُقدم الرقصة أيضًا في العديد من الدول الأخرى، مثل سوريا وتونس والأردن ولبنان والسعودية والإمارات العربية المتحدة.