قبائل البوشمن الافريقيه اقدم التجمعات البشرية في افريقيا
كتب-عمر محمد
تتركَّز قبائل “البوشمن” بصحراء كالاهاري في مساحات واسعة لعدة بلدان بجنوب أفريقيا، ويمرُّ في هذه الصحراء نهرٌ رئيسٌ، يُعرف باسم نهر “أوكفانجو”، ويبلغ طوله نحو 1600 كم، ينبع من أنجولا شمالًا ويتجه جنوبًا مخترقًا الحدود مع ناميبيا، وينتهى في بتسوانا، حيث يشكل مستنقعات أوكفانجو المليئة بمختلف مظاهر الحياه البريّة وحياة السَّفاري.
وتصل درجات الحرارة في أرض البوشمن حتى 40 درجة مئوية في فصل الصّيف. وفي الشتاء، فإنّ جوّها يغلب عليه الجفاف والبرودة المنخفضة جدًا، حتى لتصل إلى درجة الصقيع في الليل، وانخفاض درجات الحرارة إلى الصفر أو أقل.
تسود صحراء كالاهاري غالبًا مناظر القحط والجفاف، وتبدو التلال والهضاب بدرجات الألوان الترابيّة، بدءًا من الرمال البيضاء في التلال وصولًا إلى اللون الأحمر الساطع في الكثبان الرمليّة، وهي من المناظر المُبهرة في صحراء كالاهاري والتي تجذب السائحين لرحلات السفاري. ويعتبر الغطاء النباتي في معظمه عبارة عن أشجار ونبات شوكي وعشب جاف. وفي هذه المناطق القاحلة تحتاج النباتات والحيوانات إلى خصائص وسمات معيّنة للبقاء على قيد الحياة، فنجد جذور أشجار السنط على سبيل المثال تمتد إلى عمق 100 متر في باطن الأرض الرمليّة للوصول إلى الرطوبة اللازمة لاستمرار الحياة، كما تتحمّل حيوانات المها الضخمة درجات الحرارة المرتفعة بفضل نظام التبريد الموجود في أنوفها، علاوة على أنها تتعرّف على النباتات التي تحتوى على كميات وفيرة من المياه، ومنها نبات “جذور المها”، وعلى الرغم من الطعم المُرّ لهذه الأعشاب إلا أنها تحمي المها والحيوانات العشبية الأخرى من التعرُّض للجفاف. وعلى الرغم من الشح والجفاف في الصحراء إلا أنها تُعتبر من أغنى المناطق بالثروات في باطن الأرض، حيث يقع في شمال شرق الصحراء، أغنى مناجم الماس في العالم، كما يوجد فيها العديد من مناجم الفحم، والنحاس، واليورانيوم، والنيكل.