تاريخ قبائل الوندال.. وكيف اقامو دولتهم في القرن الخامس؟
أميرة جادو
تعتبر قبائل “الوندال” أو كما تعرف أيضا باسم قبائل “الفاندال” ، واحدة من القبائل الجيرمانية الأصل أي أنها كانت ضمن الإمبراطورية الرومانية ، و قد شيدوا دولتهم في مدينة “قرطاج” الموجودة في شمال أفريقيا ، ثم تمكنوا من ضم جزيرة صقلية إليهم و والكثير من جزر البحر المتوسط ، ومن المرجح أن أسم مدينة الأندلس يعود إلى قبائل “الوندال”، لأنها سميت في السابق واندالوسيا نسبة إليهم ثم حولوها العرب للأندلس.
عاشوا “الوندال” لمدة طويلة في جنوب أيبيريا، ثم استقروا في أفريقيا ، و ينسب لهم في عام 455 أقتحام مدينة روما و تخريبها و تخريب العديد من آثارها.
تاريخ قبائل الوندال
والجدير بالإشارة أن عاصمة قبائل “الوندال” هي “قرطاجة”، و ةلغتهم اللاتينية كما أن هذه القبائل قد تم إنشاؤها في عام 429 ، إلى أن سقطت في عام 534 و قد تحالفوا مع الشهير القوطي “ثيودوريك العظيم”، و الذي جعلهم يوحدوا القوط الشرقية و الغربية ، و قد كانت العملة الوندالية في ذلك الوقت تعرف بالدينار القرطاجي.
أصل قبائل الوندال
ووفقاً لما ذكرته “المصادر التاريخية”، فأن أصلهم جيرمانيين اسكندنافيين، إلا أن الأصل بالتحديد لهم يتم التعرف عليه حتى الآن ، فبعض المؤرخين يرجحون بانهم يرجعون إلى مدينة هندال في النرويج ، فيما يرى البعض الآخر أن أصلهم يعود إلى مدينة فندسيسل في الدنمارك ، و لكن من المؤكد أنهم سكنوا مدينة سليزيا في عام 120 قبل الميلاد بعد أن عبروا بحر البلطيق .
لمحة تاريخية عن قبائل الوندال
وفي الأساس تنقسم قبائل “الوندال” إلى قبيلتين ، و هم:
السلينجيون و قد استقر أبناء هذه القبيلة في مدينة مانجا جيرمانيا ، و التي أطلق عليها بعد ذلك اسم مدينة سيليزيا.
الهاسدنجيين ، و هذه القبيلة قد هاجرت تجاه الجنوب نحو الأمبراطورية الرومانية ، و قاموا بالعديد من الهجمات عليها إلى أن تصالحوا معهم .
ويشار إلى أن قبيلة “الهاسدنجيين” هاجرةت في بعد القرن الخامس الميلادي. مع بعض حلفائهم إلى غرب أوروبا واتبعوا الديانة الأريانية ، و هذا هو مذهب مسيحي و لكنه يعتمد على التوحيد. بعدها هاجروا إلى الغرب نحو الدنوب. حتى وصلوا لنهر الراين و استطاعوا السيطرة على شمال بلاد الغال .
كما انتقلت قبائل “الوندال” إلى جبال البرانس متجهين إلى الجزيرة الأيبيرية ، و أقاموا الكثير من المعاهدات حتى تمكنوا من الاستقرار في جزيرة أيبيريا، ونجحوا في تأسيس أسطول بحري و اتجهوا لغزو مدينة قرطاج ، و واصلوا افتتاحاتهم حتى وصلوا إلى روما و عاثوا فيها فسادا حتى خربوها و كان من أهم ما نهبوه معبد القدس .
النهاية التاريخية لقبائل الوندال
ويجدر الإشارة إلى أن قبائل “الوندال” قد انتهت على يد “جستنيان الأول” حاكم بيزنطة ، و الذي نجح في تأسيس أسطول كبير أستطاع عن طريقه محاصرة قبائل الوندال ، عند قرطاج لمدة طويلة إلى أن اقتحموها دون مقاومة وندالية تذكر في التاريخ ، حاول وقتها ملك “الوندال” أن يستجمع جيشه لمواجهة الهجمة والتصدي لها، إلا أنه فشل في ذلك ، و انهزم أمام جيش البيزنطيين ، و فر هاربا و استطاع الملك البيزنطي استلام كافة متعلقات الدولة الوندالية ، و التي استمر حكمها قرابة قرن ميلادي .
هل هناك أثر لقبائل الوندال حاليا؟
ومن الجدير بالذكر أنه قبل أن تسقط المدينة “الوندالية”، بلغ عدد سكانها نحو حوالي 800 ألف شخص و ذلك بحسب ما جاء في عدد من الأحصائيات التاريخية ، و لم تكن نيتهم الترحال أبدا ، بل أنهم أرادوا الاستقرار في شمال أفريقيا ، و بعد هزيمتهم أمام الدولة البيزنطية عاشوا تحت راية الرومان ، و الآن هم متواجدون بالفعل على سواحل أفريقيا ، و لكن لا أحد يعرف من هم بالتحديد .