تاريخ عائلة “الشواربي” المصرية.. قاومت الاحتلال الفرنسي واستضافت الظاهر بيبرس
أميرة جادو
يعود أصل عائلة “الشوارب” إلى الأمير الشواربي، وهو رجل عربي قريشي من قبيلة “جرهم” التي عاشت وسكنت أرض الحجاز، حيث تترعرع حينما جاء الشواربي مع “عمرو بن العاص” إلى مصر أثناء الفتح وعاش بمنطقة شبرا، ثم نزح الى منطقة مسماه بقناطر “المنجا” فكانت بمثابة ميناء نهري تمر منه البضائع والتجارة عبر النيل مما شجعهم على الاستقرار فيها.
نسب عائلة الشوارب
كان المؤيد الأساسي والدعم الرئيسي في لبزوغ الحكايات عن أجداهم وأنسابهم، هو جدهم الأكبر “عبدالحميد بك حسني الشواربي” مدير عام المساحة وصك العملي لعام 1914 م، فهو من اكترث لأمر جمع الأنساب والاعتناء بالشجرة، حيث ورثها لأبنائه بعد أن حصل عليها من دار المحفوظات المصرية.
عائلة الشوارب والظاهر بيبرس
ويرجع الفضل في تدوين أنساب العائلات، إلى جدهم الأكبر، وحتى عندما نزل عندهم الظاهر بيبرس وهم لا يعرفون بهويته فأكرموه واستضافوه، وعندما جاء الصباح ترك بيبرس تحت الوسادة صرة من النقود فأخذها واحد من العائلة خيله وأنطلق خلفه وأعطاه نقوده، فتعجب الظاهر بيبرس وقتها فاستضافهم في القاهرة وأعطاهم ملكًا من القليوبية والمنوفية والشرقية وقتها.
مقاومة الفرنسيين
والجدير بالإشارة، جاء بعد ذلك “سليمان الشواربي” ليؤكد على حسن نسبهم انتمائهم ووطنيتهم، حيث أسس جيشا من الفلاحين لمهاجمة الفرنسيين أثناء دخول الحملة الفرنسية مصر، فدارت معارك لم يحالف النصر فيها لجيش الفلاحين، وبعد كثير من المفاوضات التي انتهت بالغدر في حكم نابليون حيث تم إعدامه شنقا في يوم إعدام “سليمان الحلبي”، ويذكر أن العائلة تصالحت فيما بعد مع الفرنسيين وحصلوا على مقابل 500 قطعة ذهب.
تأييد سعد زغلول وثورة 19
ولم تفارهم النزعة الثورية والوطنية، إذ كان محمد باشا الشواربي محاميًا لسعد زغلول، ومع بداية القيام بثورة 19 ، خرج شباب العائلة من قليوب تأييدا للثورة، ومن ثم توالت المناصب والمقامات بالعائلة فكان لهم باع في العمدية التي انتهت بتحويل قليوب إلى مدينة وأنشاء قسم الشرطة على أرض كانت ملكًا العائلة.
ودواوين الشواربين لها تاريخ طويل فأرض مضيفة نصر الشواربي شهدت زيارات زعماء وأمراء وملوك آلت لتوليهم مناصب مرموقة بأجهزة الدولة، ولم يخلو أيضا الجانب الأدبي أو الثقافي من بصمة العائلة في تعليم اللغة الفارسية وترجمة الكتب الأدبية.
دور نساء عائلة الشوارب
كما أن لنساء العائلة أيضًا دور بارز، فقد كلف الراحل جمال عبد الناصر زوجة “عبدالحميد الشواربي” الذى كان قد تولى رئاسة نادي الزمالك عام 1956 م ولكنه استقال معلنًا انها صفقة خاسرة بالنسبة لرجل أعمال، حيث كلفت زوجته من قبل عبدالناصر بإيصال عشرات الآلاف من الجنيهات إلى كمال رفعت المحاصر مع أبناء بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي على مصر، كما استطاعت بلباقتها وحسن تصرفها أن تمر بالحقائب دون تفتيش من قبل الفرنسيين.