حوارات و تقارير

بين الحنان والكرم: سيرة أميمة بنت صبيح ودورها في تربية الحافظ أبو هريرة

 

قد وصف النبي ﷺ أميمة بنت صبيح بالدعاء، حيث قال: “اللهم اهدِ أم أبى هريرة”، وأشاد بأخلاقها قائلا: “اللهم حبب عبيدك هذا – يعني أبا هريرة – وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين”.

أم سيدة الحفاظ، أميمة بنت صبيح، التي أعطت الإسلام والمسلمين إمامهم الفقيه الحافظ أبا هريرة الدوسي اليماني. ولذلك فقد كان حفظه الرائع لأحاديث النبوة معجزة بحد ذاتها، حيث بلغت مروياته 5374 حديثاً.

رغم فقدان أبو هريرة لوالده وهو في صغره، فإنه نشأ في حنان أمه، أميمة بنت صبيح. المعروفة بكرمها وجودها. ولذا كانت أميمة تُعتبر من شهيرات نساء الإسلام، فقد أسلمت ببركة دعاء النبي، ولم يكن حفيدها أبو هريرة يشعر بالراحة حتى دخلت الإسلام.

وقد كانت محنة إسلام أميمة تجعل النبي يدعو لها بالهداية، ولذلك فكانت دعوته مستجابة.واستجابت بفرح لدعوة النبي. حيث وُثِّقت هدايتها بكلمات التشهد وأصبحت جزءاً من أهل الإيمان.

أما في ميدان الكرم والجود، فقد تجلى ذلك في حياة أميمة. ولذلك حيث كانت تكرم ضيوف ابنها أبا هريرة حتى وإن كانت ضيقة الحال. وقد روى حُميد بن مالك عن أبي هريرة كيف كانت تتقديم الطعام للضيوف رغم قلة الموارد.

تأثير أميمة بنت صبيح على ابنها لم يكن فقط في البر والرعاية. بل كان يشمل أيضا الفخر والاعتزاز. فقد كان أبو هريرة يفتخر بأمه ويستعير تشبيهًا بنبي الله يوسف ليظهر مدى فخره بكونه ابن أميمة.

وبهذه الصفات والمعاني الجليلة، تظل أميمة  واحدة من النساء العظيمات في تاريخ الإسلام. حيث بذلت جهوداً كبيرة في تربية أبنائها على الإيمان والقيم الحميدة، وظلت قدوة للنساء المؤمنات في الصبر والإيمان والكرم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى