تاريخ ومزاراتحوارات و تقارير

قبل حدوثه في 25 أكتوبر.. أساطير كسوف الشمس وخرافاتها في الحضارات القديمة

أميرة جادو

تعتبر الظواهر الفلكية من الأشياء التي يعشقها الكثير من الأشخاص من هواة النظر للسماء، خاصة ظاهرتي الكسوف والخسوف، سيكونوا على موعد مع واحدة من أهم الظواهر الفلكية خلال عام 2022 وهو كسوف الشمس.

وقد بدأ العد التنازلي، حيث باتت تفصلنا أقل من 7 أيام عن واحدة من أهم الظواهر الفلكية التى يترقبها هواة الفلك والمراد الفلكية، وهى ظاهرة كسوف الشمس، فالكرة الأرضية على موعد مع كسوف جزئى للشمس،في يوم الثلاثاء المقبل 25 أكتوبر الحالي.

ما هي ظاهرة كسوف الشمس

هو نوع من الكسوف ينتج عن استقامة الأرض والقمر والشمس، استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف أي في وقت ولادة القمر الجديد، عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على الأرض، وفي هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضئ.

الكسوف في الحضارات القديمة

يعد الكسوف من الأمور التي كان البدائيون يخافون منها بشدة ويهابون ويتطيرون من كسوف الشمس وخسوف القمر، لأنها ظواهر تدل على شىء غير طبيعي سينعكس سلبا على المحاصيل والحياة ولابد أن نشوئه يدلل على غضب الأجسام الكنية التى أصبحت عندهم آلهة، ومن أبرز الاعتقادت عن الكسوف عند الحضارات القديمة:

الكسوف عند الفراعنة

كانت ظاهرة الكسوف بمثابة صراع بين الثعبان “أبوفيس” والإله الشمس، حيث يرمز الثعبان للشر والفوضى، ويحاول جاهدا إغراق المركب الشمسى الذى ينقل الشمس، إلا أنه يفشل فى كل مرة، واعتبرت الثقافة العربية الكسوف علامة على موت شخص عظيم أو خسارة لمعركة مصيرية.

ووفقًا لما ذكره موسوعة الباحثون المصريون، فإن المصريين القدماء لم يحتفظوا بسجلاتٍ محددة للكسوفات الشمسية، ولا شك أن حدثًا مثل هذا لم يمر مرور الكرام لدى هؤلاء المصريين المهتمين بالفلك، وخاصةً أنهم كانوا يعبدون الشمس.
كما توقع بعض العلماء أن أحداث الكسوف لم تسجَّل عمدًا لأنها كانت تمثل حدثًا كئيبًا فى نظر المصريين القدماء، وبالتالى تم تجاهلها لكى لا تُخلِّد تلك الأحداث بأى درجة، أو تثير سخط (رع – Ra) إله الشمس.

الإغريق وكسوف الشمس

كانوا يعتقدون أن الكسوف يعنى أن الآلهة كانت على وشك إنزال العقوبة على الملك، لذلك فى الأيام التى سبقت الكسوف، كانوا يختارون السجناء أو الفلاحين ليقفوا مثل الملك على أمل أن يحصلوا على عقوبة الكسوف والملك الحقيقى يخلص منها، وبمجرد انتهاء الكسوف، يتم إعدام الملك البديل.

ظاهرة الكسوف عند العرب قبل الإسلام

وبحسب ما جاء في كتاب “العبادات الفلكية عند العرب قبل الإسلام، دراسة تاريخية” للدكتور أدهام حسن فرحان العزاوى، فأن العرب اهتموا قبل الإسلام بظاهرة كسوف الشمس، وقد نسجوا حولها الأساطير، وذلك لاعتقادهم أن كسوف الشمس يحدث لأن هناك حيوانا مولعا باختطاف الشمس والتقامها وهذا الحيوان “الدابة” خلقت وشغلت بالشمس، فإذا نظرتها وهى مشرقة من الشرق دارت وحجبتها تريد أن تلتقمها بفمها، فلا تحلقها فتخبط رأسها بالأرض حتى تدوخ فيدركها النوم فتنام لحين موعد شروق الشمس فتفيق “الدابة” من نومها فتجد الشمس قد ظهرت من المشرق فتنحرف إليها تريد اختطافها إلى أن تغرب.

الكسوف عند بلاد الرافدين

وفي سياق متصل، أشار كتاب ” دراسات فى حضارة بلاد الرافدين” إلى أن سكان الرافدين كان لكسوف الشمس لديهم معانى كثيرة وأهمية بالغة فى نفوسهم، وهذه الظاهرة بالنسبة لهم نذير شؤم وخوف ورعب.

كما ذكر أن الملوك كان ينتابهم الخوف عند حدوث ظاهرة الكسوف، وكان لدى الكهنة تنبؤات معينة قبل حدوث الكسوف.

وجاء في أحد النصوص أن لدى الكهنة علامات يستطيعون من خلالها التكهن بحدوث الكسوف منها شروق الشمس بصورة مبكرة وعدم ظهورالقمر وهبوب الرياح الغريبة وترافق هذه العلامات ظاهرة الكسوف.
كما كان يقيمون صلاة خاصة لتلك الظاهرة تسمة صلاة الكسوف توجه إلى الإله “سين” إله الخصوبة وتكاثر الإنسان، وكانوا يتضرعون إليه ليبعد عنهم شر هذه الظاهرة.

الصينيون القدماء وكسوف الشمس

كما جاء فى العدد “96” لمجلة البيئة والتنمية، كان الصينيون القدماء، على سبيل المثال، يعتقدون أن ظاهرة كسوف الشمس تعود إلى محاولة تنين ضخم ابتلاع قرص الشمس، لذا كانوا يسارعون إلى قرع الطبول وإطلاق المقذوفات النارية لإرهاب التنين المهاجم ودفعه بعيداً عن الشمس! وكان لدى قبائل الفندا فى بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، تفسير مشابه، إذ اعتقدت أن الكسوف ما هو إلا طائرشارد عملاق يحاول أيضاً ابتلاع قرص الشمس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى