سليمان فرنجية: من زغرتا إلى قمة السلطة في لبنان
في أحضان بلدة زغرتا اللبنانية، ولد سليمان فرنجية، الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية. ضمن عائلة مارونية عريقة ومؤثرة، خاصةً في شمال لبنان. كما نهل فرنجية من علوم طرابلس وبيروت، مُعدًا نفسه لمستقبل واعد.
من هو سليمان فرنجية
عام 1957، شهدت زغرتا أحداثًا مأساوية بين عائلتي فرنجية والدويهي. كما اندلعت شرارتها من كنيسة وامتدت لتعمّ البلدة. هذه الأحداث دفعت فرنجية للجوء إلى سوريا. حيث نسج علاقات متينة مع الرئيس حافظ الأسد، ليعود بعد أشهر قليلة إلى لبنان، مستأنفًا دوره الشعبي والسياسي.
خلال ثورة 1958، وقف فرنجية في وجه الرئيس كميل شمعون، في صراع شهد تقاطعًا بين الموالين، غالبيتهم من المسيحيين، والمعارضين، أغلبهم من المسلمين.
بدأ مسيرته البرلمانية كنائب في 1960، وتقلد منصب الوزارة، ليستقيل بعد عام، ثم يعود وزيرًا في 1968 ويستقيل مجددًا في 1970. في تلك الفترة، شهدت التحالفات المسيحية تحولات جذرية، وعندما رشح نفسه للرئاسة. كما وجد دعمًا من خصوم الأمس، بمن فيهم كميل شمعون وبيار الجميل، ليفوز بالرئاسة بفارق صوت واحد على منافسه الياس سركيس في جلسة برلمانية حاسمة.
إخماد النزاع
مع بداية الحرب الأهلية في 1975. كما سعى فرنجية لإخماد النزاع بتقديم مقترح لتعديل نسب التمثيل السياسي بين المسيحيين والمسلمين ليصبح متساويًا. لكن المسيحيين رفضوا هذا التغيير.
انتهت ولاية فرنجية الرئاسية في 1976، لكن الحرب الأهلية تفاقمت، فانضم إلى “الجبهة اللبنانية” التي أسسها زعماء مسيحيون لقيادة الجانب المسيحي في الحرب، لكنه لم يلبث طويلًا حتى انسحب من الجبهة وعاد إلى زغرتا. وفي يونيو 1978، أدى مقتل ابنه طوني وعائلته على يد القوات اللبنانية المسيحية إلى تحول جذري في موقف فرنجية، حيث انقلب على آل الجميل وانضم إلى الفصيل المعارض.
في 1982، شهد لبنان تشكيل حكومتين متنافستين، واحدة بقيادة ميشال عون والأخرى برئاسة سليم الحص، حيث أيد فرنجية حكومة الحص. وقبيل مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية، حاول فرنجية الترشح للرئاسة مجددًا، لكنه واجه معارضة شديدة من الجانب المسيحي وتراجع عن الترشح.