حوارات و تقارير

صناعة الفخار في قنا: حرفة يدوية أصيلة تصمد عبر الأجيال وتواكب العصر

تعد صناعة الفخار من أبرز الحرف اليدوية في محافظة قنا، حيث اشتهرت بها قرية الشيخ علي جنوبًا إلى جانب قرى أخرى مثل المحروسة. كما أن هذه الحرفة التقليدية، التي لم تشهد تغييرًا كبيرًا في أدواتها، توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل. تعتمد الصناعة على الدولاب اليدوي والطمي الذي يجمعه الحرفيون من حواف الترع والتربة الأسوانية. ليشكلوا منها قطعًا فخارية متنوعة أبرزها القلل والزير القناوي. وفي السنوات الأخيرة. كما أبدع الصناع في تصميم أشكال جديدة تلبي احتياجات الكافيهات والقرى السياحية، مما أضفى لمسة عصرية على هذه الصناعة العريقة.

تاريخ صناعة الفخار في قنا

إن أيادي الحرفيين لا تتوقف عن العمل طوال العام، سواء في الصيف أو الشتاء. مع اختلاف المنتجات التي يكثر الطلب عليها. ففي الصيف يزداد الإقبال على الزير والقلل القناوي. بينما تفضل الطواجن وأدوات الطهي في فصل الشتاء. كما تمر هذه الحرفة بمراحل عديدة تبدأ من تجهيز الطمي وتشكيله على الدولاب اليدوي. ثم تجفيفه تحت أشعة الشمس، وصولًا إلى حرقه في فرن كبير ليتحول إلى الشكل الفخاري النهائي. هذه الصناعة، التي تعد مصدر رزق أساسيًا، تدعم عشرات الأسر التي تستمر في الحفاظ على هذا التراث بفضل مهارات الأبناء والأحفاد.

وفي هذا الصدد قال ناصر أبو اليزيد، أحد كبار حرفيي الفخار في قنا، عن عراقة هذه الصناعة التي ارتبطت بمدينة نقادة وقرية الشيخ علي تحديدًا. وأوضح أن مراحل العمل تشمل تجليس الطمي وتشكيله ثم تجفيفه وحرقه ليصبح فخارًا قويًا. مع تلوينه بالحمرة للزير وبالعسل للطواجن، لتكتمل القطعة الجاهزة للاستخدام.

موروث أصيل ومستقبل واعد

كما لفت علي محمد إلى تنوع الأشكال الفخارية التي أصبحت تشمل الفازات، ومبردات المياه المزودة بالصنابير، والطفايات، والأباجورات المضيئة. بجانب المنتجات التقليدية الشهيرة مثل القلة القناوي، والزير، والطواجن، والبلاص. كما يذكر أن قرية المحروسة، التي كانت تعرف قديمًا باسم قرية البلاص، تشهد نشاطًا كبيرًا في إنتاج الفخار، ما يجعلها مركزًا بارزًا لهذه الصناعة الأصيلة.

تظل صناعة الفخار في قنا شاهدة على تراث عريق يتحدى الزمن. حيث تظهر قدرة الحرفيين على الحفاظ على جذور المهنة مع مواكبة متطلبات العصر. إنها قصة إبداع وعزيمة، حيث تتجلى المهارة اليدوية في إنتاج قطع تجمع بين الأصالة والحداثة، مما يجعل هذه الصناعة مصدر فخر لمحافظة قنا وأهلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى