جاردن سيتي مابين الناصر قلاوون والخديوي إسماعيل
أسماء صبحي
كان موضع جاردن سيتي قديماً مغموراً بمياه النيل ضمن محموعة بساتين تعرف باسم بساتين الخشاب. قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون بتحويله إلى ميدان سمي بالميدان الناصري. وغرس فيه الأشجار وافتتحه في سنة 718 هـ / 1318 م.
كان الملك الناصر قلاوون شغوفاً بتربية الخيل ولهذا كان حريصا على أن تقام بالميدان عروضاً لخيله. حيث اعتاد على التردد في كل يوم سبت على الميدان راكباً حصانه محاطاً برجاله. في موكب مهيب من قلعة الجبل ووسط هتافات الحب من المصريين الذين أحبوا الملك الناصر حباً شديداً.
البركة الناصرية في جاردن سيتي
وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إنه عندما قرر الملك الناصر أن ينشىء مبنى في هذه المنطقة. أحضر له المصريين الطين اللازم من حفرة تحولت لبركة أطلق عليها البركة الناصرية.
وأضافت أنه في عصر أسرة محمد على باشا الكبير، اختار أفراد أسرته هذه المنطقة ليبنوا فيها القصور الضخمة. وكان أولهم الفاتح إبراهيم باشا الذي بنى القصر العالى الذي يحده النيل غرباً ويصل جنوباً إلى شارع قصر العيني. وشمالاً إلى ميدان الشيخ يوسف.
.
وتابعت: “في أواخر 1863 تنازل الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا لوالدته عن القصر العالى مع الأرض الملحقة به. وتم تحديد القصر ومساحته غرباً بساحل النيل وشرقاً إلى بولاق ومصر القديمة أي شارع قصر العينى. وجنوباً بالطريق الفاصل بين أرض القصر العالي وقصر النيل، وشمالاً قصر أخيه أحمد باشا”.
إعادة بناء الحي
وفي أغسطس 1871م، أصدر إسماعيل باشا أمر ببناء سرايا الإسماعيلية في المنطقة الواقعة في جزيرة العبيط. التي كان حدها الشرقي طريق كوبري قصر النيل باسم زوجته الثالثة .عند افتتاح قناة السويس في أوائل القرن العشرين، طلب الخديوى إسماعيل من المهندسين الفرنسيين والإيطاليين إعادة بناء هذا الحي ليكون مقراً لاستقبال وضيافة وإقامه الأجانب.
وأشارت إلى أنه تم تصمم الحى بحيث تكون شوارعه دائرية، تزينها الأشجار الكثيفة. وسميت شوارعه وفقا لاستخداماتها، مثل شارع الفسقية، والبرجاس، والسلاملك والحرس والديوان ودار الشفاء والجهادية، وشارع الاسطبلات، وشارع الخدم وأطلقوا عليه “جاردن سيتي”
وبمرور الوقت أصبحت كل المباني سواء فيلات أو قصور أو حتى عمارات يحيط بها الحدائق من كل مكان. وأغلبها شجر المانجو التي جلبها مستر فيشر المقيم في جاردن سيتى من الهند وزرعها في مصر، حيث كان حريصا على انتشار هذه الثمرة الجديدة.
وأصبح حي جاردن سيتي واحد من أرقى أحياء العاصمة المصرية القاهرة ليعيش به الطبقة العليا من المجتمع من عائلات وباشاوات وأثرياء مصر مثل فؤاد سراج الدين. وكبار العائلات والباشوات مثل والنحاس باشا، وداوود عدس المليونير اليهودي صاحب المحال التجارية، وغيرهم الكثير.
ويضم الحي الآن العديد والكثير من السفارات الأجنبيه والمصالح والهيئات الحكومية..كما يضم مجموعة نادرة من القصور والفيلات ذات التصميم المعماري الفريد والنادر.



