أم حكيم القرشية: رمز الوفاء والتضحية في سبيل الحب والإيمان
أم حكيم القرشية، في زمن الشدائد والمحن، برزت أم حكيم، ابنة الحارث، كنموذج يحتذى به في الوفاء والتفاني. كانت زوجة عكرمة بن أبي جهل، وقد أظهرت حبًا وإخلاصًا نادرًا لزوجها. وعرفت كيف تقدّر مكانته وتقوم بدورها كشريكة حياة بكل حكمة وصبر.
من هي أم حكيم القرشية
في يوم أحد، وقفت كصخرة صلبة في وجه الأعداء، وفي يوم اليرموك، كانت سيفًا قاطعًا ضد الكفر والمشركين. وعندما فتحت مكة، اختارت أم حكيم طريق الإسلام، بينما لم يسلم زوجها وفرّ هاربًا إلى اليمن. لكنها، بقلب مفعم بالإيمان، سعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالبة الأمان لزوجها. فتحنّن عليها وأعطاها الإذن لتبلغه بالعفو.
بعد رحلة شاقة، وجدته على شاطئ تهامة، وبدموع الحب والرجاء، ناشدته ألا يضيع حياته، فقد ضمن له النبي الأمان. وبكلماتها الصادقة. كما أقنعت عكرمة بالعودة والدخول في الإسلام، وهكذا، بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإيمان والجهاد.
ومن ثم، كانت أم حكيم سببًا في إسلام زوجها، الذي أصبح مسلمًا صالحًا وجاهد في سبيل الله حتى نال الشهادة في معركة أجنادين.
بعد وفاة عكرمة، تزوجت أم حكيم من الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص، وقبل أن يتم زواجهما، دعا منادي الجهاد لمواجهة الروم. وعلى الرغم من إحساس خالد بقرب أجله، إلا أن أم حكيم اختارت تأجيل ليلة الزفاف حتى ينصر الله المسلمين. ولكن، عندما حانت اللحظة. كما تزوجا عند القنطرة التي سُميت لاحقًا باسمها، ولم يمض وقت طويل حتى هاجم الروم، واستشهد خالد في المعركة.
في تلك اللحظات الحاسمة، أظهرت أم حكيم شجاعة فائقة، فشدت على نفسها ثياب الحرب وانخرطت في القتال، مدافعة عن دينها ومنتقمة لزوجيها وشهداء المسلمين. وببسالة. كما قتلت سبعة من الروم بعمود الخيمة، وواصلت كفاحها الذي خلّد التاريخ اسمها بأحرف من نور.
وكما ورد في “أسد الغابة في معرفة الصحابة” لابن الأثير، كانت أم حكيم شاهدة على معركة أحد وهي على غير الإسلام، ثم اختارت الهداية يوم فتح مكة. وبعد هروب زوجها. استأمنت له وأعادته إلى الإسلام، وبعد استشهاده، تزوجت خالد بن سعيد، وفي معركة مرج الصفر، أظهرت قوة وشجاعة لا مثيل لها، فقاتلت وقتلت، وأصبحت قنطرة أم حكيم شاهدة على تضحياتها العظيمة.