“من النشأة إلى السقوط”..تاريخ مملكة القوط الغربيين
ظهرت مملكة القوط الغربيين في أواخر القرن الخامس الميلادي، عندما هاجرت قبائل القوط الجرمانية إلى منطقة غرب أوروبا، خاصة فيما يعرف الآن بأسبانيا وفرنسا. وقد قاد القائد القوطي “اليدر” الحركة القوطية وأسس مملكة قوطية غربية قوية.
التوسع والازدهار
تمتلك مملكة القوط الغربيين نشاطًا عسكريًا قويًا، مما سمح لها بالتوسع في المناطق المجاورة والسيطرة عليها. ومن أبرز قادتها كان “ألاريك الأول” الذي احتل روما في القرن الخامس. تأسست العديد من الحكومات الإقليمية في مملكة القوط الغربيين، وشهدت البلاد فترات من الازدهار الاقتصادي والثقافي.
كانت مملكة القوط الغربيين مركزًا للتبادل التجاري والحضاري في أوروبا خلال العصور الوسطى. كان لديها اقتصاد مزدهر يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة والتجارة. كما ازدهرت الثقافة في هذه المملكة، حيث كانت تشجع على العلوم والفنون والأدب، وكانت تعتبر مركزًا للتعليم والفكر الفلسفي.
تركزت مستوطنات القوط الغربيين على طول نهر غارون بين بوردو وتولوز في أقطانية، وفيما بعد في إسبانيا والبرتغال حول نهر أبرة وحول مدينة ماردة، بين الروافد العليا لنهر دويرة في منطقة تييرا دي كامبوس في وسط منطقة قشتالة وليون وفي أستورياس وطليطلة، على طول نهر تاجة شمال مدينة لشبونة. كما ظهرت مستوطنات أخرى للقوط الغربيين في أماكن أخرى في المملكة.
في البداية، كان الوثنية هي الديانة السائدة في المملكة ، ولكن مع مرور الزمن، بدأت المسيحية في الانتشار في المملكة. قاد الكنيسة المسيحية حملات دعوية ناجحة، وانتقلت القيم والمعتقدات المسيحية لتصبح الديانة الرسمية في المملكة في وقت لاحق.
السقوط والتفكك
لم تدم المملكة طويلاً، حيث واجهت العديد من الصعوبات الداخلية والخارجية. تعرضت المملكة لضغوط من قبل الإمبراطورية البيزنطية وغيرها من القوى الجارة. وانتهت بنهاية المطاف بغزو الفرنجة والفنيقيين لأراضيها وسقوط عاصمتها طولوز في القرن السادس.