ما حكم من مرض في رمضان ومات ولم يصم؟.. دار الإفتاء تجيب
أسماء صبحي
يسمح الإسلام للمرضى بالإفطار في شهر رمضان إذا كانوا غير قادرين على الصيام، على شرط أن يقضوا تلك الأيام في وقت لاحق. ولكن ما حكم من مات وهو مريض قبل أن يتمكن من الصيام؟”
حكم من مرض في رمضان ومات ولم يصم
أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بالقول: “إذا توفي شخص وهو مريض ولم يتمكن من صيام شهر رمضان بسبب حالته المرضية. ولم يتم تعويض تلك الأيام بدفع الفدية المالية المتعلقة بها من الثلث المخصص في وصيته. فإن الورثة ملزمون بدفع تلك الفدية، خاصة إذا كان المتوفى قد أوصى بها في وصيته.”
وأوضحت دار الإفتاء، أن دفع الفدية ليس أمرًا مستحبًا أو تبرعًا من أي شخص، سواء كان الورثة أو غيرهم، إلا إذا اختار الورثة دفعها من مال التركة. ويجب على الورثة دفع الفدية لأنها حق من حقوق الله تعالى، وينتهي أداء هذا الحق بوفاة الشخص. لأن التكليف يتعلق بوجود الإنسان في الدنيا، وعندما يموت ينتهي التكليف وينتقل الحساب والجزاء إلى الآخرة.
واستشهدت دار الإفتاء بقول العالم الحنفي الزيلعي في كتابه “تبين الحقائق شرح كنز الدقائق”، حيث قال: “ديون الله تعالى تسقط بموت الشخص، ولا يلزم الورثة أداء تلك الديون إلا إذا وجدت وصية تطلب ذلك أو اختار الورثة تبرعهم بها. لأن العبادات تتطلب نية وفعل من الشخص المكلف، وبمجرد وفاته يصبح من المستحيل أداء هذه العبادات.”
وأضاف الزيلعي: “الدنيا هي مكان التكليف، والآخرة هي مكان الجزاء، والعبادة هي اختيارية وليست إجبارية. لا يمكن استمرار التكليف بعد الموت، لأن الآخرة ليست مكانًا للاختبار والتجربة التي يجب فيها القيام بالأفعال المطلوبة. والعبادة ليست إجبارية حتى يجبر الشخص على أدائها دون اختياره. وبالتالي، يترتب فقط الجزاء أو الإثم على الأفعال أو الإهمال التي يرتكبها الشخص في الدنيا”.