حوارات و تقارير

توسع العملاق الصيني: نمو استثماري وشراكات استراتيجية تعزز الأفق الصناعي في مصر

تُشكّل الروابط الاقتصادية والتجارية الدعامة الأساسية للشراكة بين مصر والصين، إذ تميزت السنوات الأخيرة بتبني الدولتين لسلسلة من الإجراءات المشتركة في هذا المجال، واكتسبت هذه العلاقات أهمية كبرى كعنصر دافع وأساسي للتفاعلات بين البلدين منذ بدء العلاقات الرسمية.

منطقة صناعية صينية شاملة في مصر

أفاد السفير الصيني في القاهرة، ليا ليتشيانغ، بأن الصين تخطط لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5% لعام 2024، وهو معدل يفوق تقديرات كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مما يعكس توقعات إيجابية للاقتصاد الصيني.

وأكد أن هذا النمو المتوقع سيعزز الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين، من خلال الاستثمار في إقامة منطقة صناعية صينية شاملة في مصر.

أضخم استثمار صيني في الوطن العربي

ذكر السفير أن الصين تعتزم مشاركة خبراتها مع مصر عبر مشروع صناعي تجاري لوجستي كبير، يُعد الاستثمار الصيني الأضخم في العالم العربي، مشيرًا إلى أن الاستثمارات الصينية في مصر تنمو بوتيرة سريعة نظرًا لكون الصين الشريك التجاري الأول لمصر، ولم يفصح عن قيمة هذه الاستثمارات التي يُشاع أنها تصل إلى مليارات الدولارات.

وأوضح السفير أن مصر تتمتع بالقدرات والموارد الصناعية اللازمة لتصبح رائدة صناعيًا في المنطقة، وأضاف أن المدينة الصناعية ستضم مجموعة من الصناعات الاستراتيجية واللوجستية التي ستمكنها من التصدير وزيادة حجم الصادرات سواء إلى الصين أو دول أخرى، بالإضافة إلى توفير ملايين فرص العمل للمصريين.

وكشف ليتشيانغ عن البدء في الإجراءات العملية لإطلاق المشروع والتنسيق بين الحكومتين للإعلان عن تفاصيل المشروع في المستقبل القريب.

أكبر مستثمر أجنبي في مصر

أعلن وزير الصناعة والتجارة المصري، أحمد سمير، في نهاية فبراير الماضي عن إجراء محادثات معمقة مع وانغ وينتاو، وزير التجارة الصيني، والوفد المرافق له، حول مقترحات لإنشاء منطقة صناعية صينية على البحر المتوسط لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير الدولي.

وأشار الخبير الاقتصادي، الدكتور عادل عامر، إلى أن الصين تُعد الشريك الاستثماري الأجنبي الأكبر في مصر منذ عام 2011، وتتجلى الشراكة بين البلدين في مجالات متعددة.

وأكد عامر أن الصين تُعتبر من الشركاء الرئيسيين في مجال البناء والتطوير، خاصةً في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة بالتعاون مع الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان.

وأضاف: إلى جانب ذلك، تُشارك الصين مصر في مشاريع النقل والسكك الحديدية، وكذلك في تطوير قناة السويس.

ووفقًا لأحدث الإحصائيات، فقد شهد حجم الاستثمارات الصينية في مصر زيادة من 500 مليون دولار إلى 1.5 مليار دولار، بنسبة نمو تجاوزت 100% خلال العقد الماضي، كما ارتفع حجم التجارة بين الصين ومصر من 10 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار في نفس الفترة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى