حوارات و تقارير

مزيد من التصعيد.. خبراء يتحدثون عن مستقبل المنطقة في ظل التعنت الإسرائيلي

أسماء صبحي 

أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، أن مستقبل المنطقة يتجه نحو مزيد من التصعيد والتوتر، وذلك نتيجة التعنت الإسرائيلي في الحرب الدائرة على قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، تحاول إيران استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية، رغم أنها ليست مهتمة حقيقة بالقضية الفلسطينية.

مستقبل المنطقة

ومن جهته، أوضح الدكتور عبدالعليم محمد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المنطقة تواجه مستقبلاً مظلماً يملؤه التوتر والصراع بسبب السياسات الإسرائيلية، التي تبدو وكأنها اختارت مساراً يؤدي إلى الفناء أو النجاة بأي ثمن. وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لاستعادة قوة الردع من خلال إخضاع المنطقة والشعب الفلسطيني والدول العربية.

وأضاف أن المجتمع الدولي والعالم العربي لم يؤديا دورهما بشكل مناسب لوقف التمادي الإسرائيلي. وأكد أن المجتمع الدولي يظهر تخاذلاً وتواطؤاً مع الرؤية الإسرائيلية، سواء من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو فرنسا أو الدول الغربية الأخرى.

وأوضح عبدالعليم أن المجتمع الدولي لم يفرض عقوبات على إسرائيل، ولم يهدد بالتدخل كما حدث في إقليم تيمور الشرقية أو صربيا لوقف المذابح. ولم يتخذ أي إجراءات حاسمة تجاه جرائمها، بل فتح لها الأبواب لإقامة علاقات دبلوماسية دون حل القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن التصعيد الحالي قد يمتد إلى تدمير لبنان والضفة الغربية، حيث تعتبر إسرائيل الضفة الغربية هدفاً كبيراً، وتسعى لتصفية أي فرصة لقيام دولة فلسطينية. وأكد أن إسرائيل تسعى بوضوح لتصفية القضية الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية. في حين يكتفي المجتمع الدولي بخطابات باردة حول حل الدولتين دون أي إجراءات عملية ملزمة لإسرائيل.

وأضاف أن الوضع مرشح للتصاعد بسبب موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية التي حسمت موقفها في مواجهة القضية الفلسطينية والعالم العربي. مشيراً إلى أن إسرائيل لا تهتم بمطالب العالم العربي بشأن الدولة الفلسطينية والتسوية.

تصعيد الأحداث

من جانبه، قال الدكتور علاء السعيد، خبير الشأن الإيراني بالمنتدى العربي للدراسات الإيرانية، إن إيران تحاول تحقيق مكاسب من خلال تصعيد الأحداث في المنطقة. رغم أنها ليست مهتمة بالقضية الفلسطينية، وتسعى للسيطرة على مقدرات المنطقة العربية عبر الضغط على أصحاب المصالح.

وأضاف السعيد، أن إيران تستغل الأحداث إعلامياً بشكل دائم، مما يؤدي إلى استنزاف موارد المنطقة العربية ووضعها في حالة تأهب مستمر. رغم أنها لا تستطيع القيام بأي عمل عسكري دون موافقة مسبقة من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة.

وأشار إلى وجود تفاهمات أمريكية إيرانية مباشرة أو عبر وساطة عمانية، لتحديد الرد الإيراني على الاغتيالات الأخيرة. مؤكداً أن إيران تستنزف العرب بالتنسيق مع الصهاينة والغرب، وتحاول تحقيق أكبر المكاسب من خلال التهديد بالرد وضرب تل أبيب. مع بقاء الدول العربية هي الطرف الأكثر استنزافاً في هذا الصراع، بينما لا يخسر الإسرائيليون شيئاً بفضل الدعم الغربي غير المحدود الذي يعوضهم عن أي خسائر محتملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى