تاريخ ومزارات

الإمام الطحاوي: عبقرية فقهية تتجاوز العصور

في الفترة ما بين 229 و321 هجريًا، برز الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة، المعروف بالطحاوي، كفقيه حنفي مرموق في مصر. وقد تلقى تعليمه الأولي على يد المزني، وهو من أتباع المذهب الشافعي، لكن بعد تجربة أثرت فيه بشكل عميق، انتقل ليتتلمذ على يد أبي جعفر ابن أبي عمران الحنفي. وبعد تأليفه لمختصره الفقهي، أعرب عن امتنانه للمزني، مشيرًا إلى أنه لو كان على قيد الحياة لربما غير رأيه.

من هو الطحاوي

وفقًا لأبو يعلى الخليلي في “كتاب الإرشاد”، كان الطحاوي ابن أخت المزني. وعندما سُئل الطحاوي عن سبب اختياره لمذهب أبي حنيفة على مذهب خاله، أجاب بأنه كان يلاحظ خاله يدرس كتب أبي حنيفة باستمرار، مما دفعه لاتباع ذلك المذهب.

ألف الطحاوي العديد من الكتب القيمة، مثل “أحكام القرآن” و”اختلاف العلماء” و”معاني الآثار” و”الشروط”، بالإضافة إلى تأليفه لتاريخ ضخم وغيرها من الأعمال.

ذكر القضاعي في “كتاب الخطط” أن الطحاوي كان معاصرًا للمزني وأقرانه، وأنه تميز في علم الشروط. وقد تم تعيينه كاتبًا لأبو عبيد الله محمد بن عبدة القاضي، الذي كان يُعرف بكرمه وجوده. وفي سنة 306 هجريًا، تم تعيين الطحاوي قاضيًا بشهادة أبي القاسم المأمون وأبي بكر بن سقلاب، في غياب بعض الشهود الذين كانوا يعارضون تعيينه.

توفي الطحاوي في مصر ودُفن في القرافة، حيث يُعرف قبره هناك. ويُذكر اسمه في سيرة الفقيه منصور بن إسماعيل الضرير.

ويُعزى نسب الطحاوي إلى قرية طحا بصعيد مصر، وإلى قبيلة الأزد، وهي إحدى القبائل اليمنية المعروفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى