تاريخ ومزارات

تعرف على قصة قصر الأمير طاز في حي الخليفة

 

عندما تتجول في شارع السيوفية بحي الخليفة، حيث يقع قصر الأمير طاز، ستشعر كأنك عاد بالزمن إلى عصر المماليك في مصر. يحكي التاريخ عن حوادث مثيرة شهدها هذا الشارع وقصر طاز، حيث كانت تتصارع المماليك على أراضي القصر وسط مشاهد الفوضى والصراعات السياسية.

قصر الأمير طاز، الذي بني في القرن الرابع عشر، يعتبر من أهم المعالم التاريخية في مصر. يحمل القصر آثار العصور الماضية، حيث كان مركزًا للسلطة والرقي في عهد المماليك. بني القصر على أنقاض بيوت سكان المنطقة، وكانت إقامته تحمل الطابع الأرستقراطي والفخم.

وصف القصر

تزيد مساحة القصر الإجمالية  عن ثمانية آلاف متر مربع، حيث يتألف من فناء كبير في الوسط يعمل كحديقة محاطة بمبانٍ رئيسية وفرعية من الجهات الأربع. من بين هذه المباني، تبرز جناح الحرملك والمبنى الرئيسي المخصص للاستقبال بالإضافة إلى اللواحق والتوابع والإسطبل.

ومع مرور الزمن، تعرضت المباني الرئيسية والفرعية للانهيار. وبقيت الآن فقط الواجهتين الرئيسيتين التي تطلان على شارع السيوفية وحارة الشيخ خليل. وقد تم تجديد المقعد الرئيسي في عهد “علي أغا دار السعادة”، وهو الذي كان صاحب السبيل والكتاب الملحقين بالقصر.

الواجهة الرئيسية والمدخل الرئيسي للقصر تشكل كتلة متماسكة، حيث يتوسطها ممر مستطيل يحتوي على باب يفتح على فناء مستطيل هو صحن القصر. وهناك مدخل فرعي يطل على حارة الشيخ خليل. وتوجد قاعة سفلية رئيسية تم ترميمها بالكامل، بينما يطل الجزء الخاص بالحرملك على الفناء بمجموعة من الشبابيك المصنوعة من الخشب.

المقعد أو صالة الاستقبال الرئيسية يتكون من مستويين يتصلان بسلم، ويتميز بمساحة مستطيلة تطل على الفناء وتضم “تراس” يعتمد على ثلاثية أعمدة من الخشب. كما يحتوي أسفل السقف على إزار خشبي يحمل كتابات نسخية للآيات الأولى من سورة الفتح. ويوجد ملحق بهذا المقعد ثلاث قاعات مزينة بالزخارف الهندسية.

جدالات ومشاجرات بين المماليك

يشهد القصر العديدمن الأحداث المهمة، منها جدالات ومشاجرات بين المماليك، وكانت مسرحًا للصراعات السياسية والصراعات الداخلية. ورغم محاولات الحكومات المتعاقبة للحفاظ على القصر وإعادة ترميمه. إلا أنه تعرض للتلف بسبب الإهمال والزلازل.

ومع ذلك، بفضل جهود الجهات المعنية والمتخصصة، تمكن القصر من النجاة والبقاء. وأصبح اليوم مكانًا للزوار لاستكشاف تاريخ المملكة المصرية والتعرف على أسرارها وأحداثها المثيرة.

زيارة شارع السيوفية وقصر الأمير طاز تعتبر رحلة إلى الماضي العريق والتاريخ الغني لمصر. حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الهندسة المعمارية واكتشاف القصص والأساطير التي تحكيها جدران القصر القديمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى