عادات و تقاليد

حقائق حول الأحاديث المتداولة في رمضان..إليك التفاصيل

تشيع على ألسنة الناس، خاصةً العوام، أحاديث نبوية يُعتقد بصحتها. وتتناول هذه الأحاديث فضل بعض الأعمال في رمضان، مثل قراءة سور قرآنية أو أذكار محددة أو صيام أيام معينة. في هذا المقال، نُسلّط الضوء على بعض هذه الأحاديث، ونُبيّن مدى صحتها ونُشير إلى أقوال أهل العلم فيها. ونُركز على الأحاديث المتعلقة بصيام شهر رمضان، ونُميّز بين الصحيح والضعيف والموضوع منها.

فمن ذلك حديث: (صوموا تصحوا)، وهو حديث ضعيف، وإن كان معناه صحيحاً، وقد ذكره الشيخ الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

ومنها حديث: (يوم صومكم يوم نحركم)، وهو حديث لا أصل له، كما قال الإمام أحمد وغيره.

ومنها حديث: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: يا أيها الناسقد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله تعالى صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواهرواه البيهقي، وضعفه الألباني في “المشكاة”، وقال في “السلسلة الضعيفة” و”ضعيف الترغيب والترهيب”: منكر.

ومنها حديث: (خمس يفطِّرن الصائم، وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة)، وهو حديث ضعيف، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديثُ كَذِبٍ، واقتصر الشيخ السبكي على تضعيفه.

ومنها حديث (لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، إن الجنة لتزيّن لرمضان من رأس الحول إلى الحول)، والحديث طويل. قال المنذري: في “الترغيب”: “ولوائح الوضع ظاهرة على هذا الحديث”. وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر أن ابن خزيمة أخرج هذا الحديث في “صحيحه” قال: “وكأنه تساهل فيه؛ لكونه من الرغائب”.

ومنها حديث: (لا تزال أمتي بخير ما أخَّروا السحور وعجَّلوا الفطررواه أحمدوالحديث منكر كما قال الشيخ الألباني، والصحيح من ذلك حديث: (لا تزال أمتي بخير ما عجَّلوا الإفطاررواه الإمام أحمد أيضاً.

ومنها حديث: (أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النارأشار ابن خزيمة إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إنه حديث منكر.

يُحذّر المقال من تداول الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ويُؤكّد على أهمية التثبّت من صحة الأحاديث قبل نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويُشير إلى خطورة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، ويُبيّن أنّ شرع الله لا يُتلقى من أفواه الناس دون تمحيص. ويُختتم المقال بضرورة سلوك الطرق والسبل الصحيحة للوصول إلى الحق والصواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى