محاكم البدو.. تعرف على «الفلج» في القضاء العرفي
أميرة جادو
يعتبر القضاء العرفي من أهم العادات والتقاليد التي يعتمد عليها سكان البادية منذ القدم، حيث يتوارثها الأجيال جيل بعد الآخر، فالقبائل البدوية معروف عنها أنها لا تلجأ للمحاكم، وتعتمد على القضاء العرفي الذي يعد دستورًا متعارف عليه لديهم جميعًا، وخاصة أن جميع القبائل أولاد عمومة، وتعد الأحكام العرفية، أحكامًا واجبة النفاذ أيًا كانت، كذلك حضور الأطراف المتنازعة لجلسات القضاء العرفي، فإذا غاب أحد أطراف النزاع عن الميعاد المتفق عليه للقضاء، دون عذر مقبول، يعد (مفلوجاً) بمعنى أنه ليس له حقوق ويكون القاضي شاهد على ذلك، ويكسب الطرف الآخر الحق في مواجهة كفيل المدعى عليه.
ويستثنى من (الفلج) قضايا (الدم) ويعرف عند البدو (الدم ما عليه فلج) فاذا تغيب أحد الاطراف ولم يبد عذراً فان قاضي الدم يؤجل الجلسة الى موعد آخر يحدده القاضي، ويكون كفيل الطرف الغائب مسؤولًا عن ابلاغ مكفوله بالموعد فاذا تغيب في الجلسة التالية يقوم القاضي بإصدار الحكم غيابياً في مواجهة كفيل الطرف المتغيب، ويلزم القاضي هذا الكفيل بدفع الحقوق التي قضى بها، علاوة على قيمة مصاريف كامل الجلسة والاشخاص الذين حضروا الجلسة الأولى.
أما اذا حضر المتغيب في الجلسة التالية سئل عن سبب تغيبه والعذر الذي منعه من الحضور، فاذا لم يقبل عذره الزم بدفع مصاريف حضور الجلسة الأولى، ويبدا القاضي نظر الدعوى بعد سماع الاعذار، أما إذا تغيب الكفيل لأي من الطرفين فأن هذا الخصم الحاضر دون كفيله يصبح مفلوجاً، ويطلق عليه في هذه الحالة أنه (مجرد) ويقوم القاضي بتأجيل الجلسة.