منوعات

من هم “صعاليك العرب”؟.. وهذا سبب تسميتهم

أميرة جادو 

“الصعاليك”، هم جماعة قديمة من العرب، عاشوا في الجاهلية قبل الإسلام واشتهروا بشدة في الجزيرة العربية كلها، وهم من قبائل مختلفة من العرب، خرج كل واحد منهم على سلطة القبيلة، ورفض عاداتها وواجباتها واختار العراء سكنًا له لاسيما عقب طردهم من قبائلهم بسبب معارضتهم حكم القبيلة، حيث كان معظم “صعاليك الجاهلية” من الشعراء الذين كتبوا الكثير من القصائد من عيون الشعر العربي، ومن أبرز شعراء الصعاليك الشنفري، السليك بن سلكة، عروة بن الورد، و تأبط شرا.

خصائص شعر الصعاليك

يعتبر “الصعاليك” من أهم الشعراء في العصر الجاهلي، حيث كان الشاعر يكتب عن حياته ويوصف تجربته وواقعه الذي يعيشه، وهذا ليس غريب عن سمات شعرهم، فهم عاشوا حياة شديدة القسوة في العراء منبوذين ومعرضين لكافة أنواع الخطر ومطاردين من قبائل ومسفوكي الدماء بين القبائل، لذلك كانت لحياتهم الصعبة تأثير كبير في شعرهم حيث عكست طبيعة ألفاظهم ومواضيعهم وقصصهم التي كانوا يسردونها ويكتبونها شعرًا، فكان شعر “الصعاليك” تعبيرًا من قلوبهم عن حياتهم التي كانوا يعيشونها وعن شخصيتهم ونفسياتهم وبطولاتهم وشهامتهم.

مفهوم الصعلكة

“الصعلكة” هو هو لقب مشتق من قولهم تصعلكت الإبل إذا خرجت أوبارهم وانجردت، والمعنى اللغوي لها هو الفقير الذي تجرد من المال وانسلخ من جلده الآدمي ودخل في جلد الوحوش الضاربة.

ويعكس هذا التعريف اللغوي حالة الفقر، فالصعلكة في التعريف الآدمي لا تعني الضعف بالضرورة، لأن هناك فئات من الصعاليك تمردوا على سلطة القبيلة وثاروا على الظلم والقمع والاستلاب الذي تمارسه القبيلة على طائفة من أفرادها، وأطلق عليهم مسمى ذؤبان العرب تشبيهًا لهم بالذئاب.

أبرز شعراء الصعاليك

تعدد شعراء الصعاليك الذين اشتهروا بشعرهم في تلك الفترة، ومن بينهم :

“عروة بن الورد”، وهو شاعر من الصعاليك عاش في نجد وكان من دهاة العرب وشجعانها الموصوفين، وأطلق عليه لقب “أمير الصعاليك”، حيث أنه من أهم وأعظم شعراء الجاهلية، وهو الشخص الذي غير نظرة العالم لتلك الفئة المهمشة، وانتمى إليهم بإرداته وقادهم في الكثير من معارك الإغارة على القبائل من أجل مساعدة الفقراء وإعانتهم، وتوفي مقتولًا في واحدة في تلك الغارات.

“حاجز بن عوف الأزدي”، هو شاعر جاهلي كان حليفًا لبني مخزوم، عرف بسرعته في العدو، وكان من الذين يدركون الخيل عدوًا في المعارك، ونظم الكثير من الشعر القوي.

“الشنفري”، وهو ثابت بن أواس الأزدي أحد شعراء الجاهلية، طردته عشيرته وهي فهم العدنانية، والسبب هو مواقفه المعادية لشيخ القبيلة وتحريض الناس عليه، تنسب له لامية العرب وتعد من أهم ما قيل في الشعر العري، والتحق بالصعاليك وانضم إليهم في غاراتهم، وكان من فتاك العرب وعدّائيهم، قتلتهم قبيلة سلامان بعد أن هجاها وسبّ شيوخها.

“تأبط شرًا”، هو ثابت بن جابر من قبيلة الفهمي من أبناء قبيلة “تهامة” ويرجع السبب في تسميته بهذا الاسم هو أنه كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت إبطه فقالت أمه مرة لمن جاء يسأل عنه لقد تأبط شرًا وخرج، وانضم تأبط شرًا إلى الصعاليك لأن أمه كانت حبشية ولم يعترف والده بنسبه.

“قيس الحدادية الخزاعي”، كان شاعرًا شجاعًا يفتك بمن يعاديه أو يخالفه، وتبرأت منه قبيلته في سوق عكاظ، وانضم إلى الصعاليك حيث يقال أن الحدادية هي أمه وقد كانت من كنانة واختار هو أن تم تسميته باسمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى