تاريخ ومزارات

الداهية الجواد.. من هو سيد الخزرج وبما دعا له النبي؟

أميرة جادو 

يعود أصل “قبيلة الخزرج” إلى قبائل الأزد اليمانية التي انتقلت من اليمن مع الكثير من القبائل الأخرى ، وكان سبب انتقالها هو سوء الأوضاع السياسية بسبب الصراع السياسي بين الاقيال وغزو الأحباش ، مما تسبب في سوء الأوضاع الاقتصادية وانهيار سد مأرب نتيجة سيل العرم ، وبسبب ذلك بات العيش في اليمن مستحيل بسبب هلاك الزراعة ، لذلك هاجرت “قبيلة الخزرج” إلى المدينة المنورة ورافقتها قبيلة الأوس وذلك في أواخر القرن الرابع الميلادي تقريبًا ، وسعد بن عبادة هو سيد الخزرج وكبيرها في زمن رسول الله صلّ الله عليه سلم.

سعد بن عبادة سيد الخزرج

اسمه سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ، وأطلق عليه لقب “أبو ثابت” وقيل “أبا قيس”.

كما لقب بـ “سيد الخزرج” فهو خزرجي النسب أبًا وأمًا ؛ فأمه عمرة وهي الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج .

تزوج من غزية بنت سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، وله منها ثلاث اولاد هم، سعيد ومحمد وعبد الرحمن، كما تزوج أيضًا فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، وانجب منها قيس وأمامة وسدودس.

نشأة سعد بن عبادة

والجدير بالإشارة أن “سعد بن عبادة” ولد في يثرب ، وهي من المدن المهمة عند ظهور الإسلام ، وتعتبر ثاني مدن الحجاز بعد مكة من حيث الأهمية.

ونشأ “سيد الخزرج” في بيت عريق له نسب شريف في السؤدد ، وكان أجداده وآبائه كلهم سادة ، ومن المشهورين بالجود والكرم ، وكان “سعد” يعرف الكتابة والرمي والسباحة ، مما جعل قومه من الخزرج يعترفون له بالسيادة عليهم .

إسلام سعد بن عبادة

كما أسلم “سعد بن عبادة” في وقت مبكرًا وكان أحد النقباء الـ 12 ، وشهد العقبة الثانية مع ثلاثة وسبعين رجلًا من الأوس والخزرج الذين أطلق عليهم فيما بعد لقب “الأنصار” ، ونتيجة لذلك لم يسلم “سعد” من أذية قبيلة قريش ، فبعد أن علموا بمبايعة الأنصار لرسول الله سرًا ، أخذوا يطاردونهم وأسروا منهم سيد الخزرج سعد بن عبادة.

فتعرض للتعذيب من قريش، حيث ربطوا يديه إلى عنقه بشراك رحله ، وكان ذا شعر غزير فكانوا يجذبونه منه ويضربونه ، حتى خلصهم منه رجلان من قريش كان لـ “سعد” فضل عليهما في بلاده ، وكان “سعد بن عبادة” والمنذر بن عمرو وأبو دجانة ممن أسلموا وكسروا أصنام بني ساعدة .

حروب سعد بن عبادة

ويجدر الإشارة إلى أن سعد بن عبادة أو “سيد الخزرج” شارك في أغلب الغزوات التي قادها رسول الله صلّ الله عليه وسلم ؛ مثل غزوة أحد والخندق وغيرها من المعارك ، وكانت قبيلة سعد بن عبادة الخزرجية تمثل الثقل الرئيسي لجيش الرسول في العدد والإقدام ، ومثلهم كانت قبيلة الأوس واللتان كانتا تعرفان باسم الأنصار .

وقد أثني عليهم الله سبحانه وتعالى إذ قال في كتابه العزيز في سورة الحشر: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ، فلولا الأنصار ما قويت شوكة المهاجرين أمام قريش وأعداء الإسلام .

كما أن “سعد” كان هو من يحمل راية “الأنصار” في معظم الحروب ، بينما يحمل سيدنا علي بن أبي طالب راية المهاجرين ، وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم يأخذ برأي “سيد الخزرج” ويثق فيه ، حيث استخلفه على المدينة عندما خرج بنفسه في اولى غزواته ، غزوة ودان مستهدفًا من قريش .

دعاء النبي لسعد بن عبادة

يروي أنس أن النبي جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم قال النبي : “أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصائِمُونَ، وأكَلَ طَعَامَكُمُ الأبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ”.

وفاة سعد بن عبادة

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الروايات أشارت إلى أن وفاته كانت بـ “حوران” في أرض الشام ، بعدما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة بعد وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ، بسنتين ونصف تقريبًا ، فيما أكدت رواية أخرى أنه توفي في السنة السادسة عشر للهجرة ، وتباينت الروايات بشأن مكان موته فقيل بالمنيحة وهي قرية بدمشق وقيل ببصرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى