منوعات

الشفاء بنت عبدالله: أول معلمة ونموذج مشرف للمرأة في الإسلام

 

 

البعض يروج لادعاءات خاطئة ويزعم أن الإسلام لا يشجع على تعليم المرأة، ويعتبر الأفضل أن تبقى في جهل أو على مقربة منه. لكن هذا ادعاء لا أساس له من الصحة، وينافي حقيقة الإسلام وجوهره، إذ لا يوجد دين قد حث الإنسان على طلب العلم كما حثه الإسلام، الذي دعا الرجل والمرأة على حد سواء إلى العلم والمعرفة والبحث عن الحقائق، معلنًا أن السبيل الأمثل لمعرفة الله والإيمان به هو طريق العلم. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، في دعوة صريحة للعلم والتعلم.

منذ بدء الإسلام، جاء هذا الأمر الإلهي كأول خطوة لإعلان مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في طلب العلم، ليتخذ من القراءة والكتابة وسيلة لنشر المعرفة والتأمل في مخلوقات الله. وقد كان للمرأة دور كبير في صدر الإسلام، حيث كانت تتردد على مجالس النبي صلى الله عليه وسلم لتتعلم أمور دينها وتسأل عن المسائل التي تخصها، وكان النبي يجيبهن ويعلمهن مما علمه الله. وكان من بين هذه النساء المعلمات، ممن أسهمن في ترسيخ مكانة العلم للمرأة المسلمة، الصحابية الشفاء بنت عبدالله القرشية.

الشفاء بنت عبدالله
الشفاء بنت عبد الله، أو ليلى كما عُرفت، من أوائل من أسلمن وهاجرن، وقد اشتهرت بعقلها ورجاحة فكرها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها ويستريح عندها، فقد خصصت له فراشًا ينام فيه. وكانت من القلائل اللواتي تعلمن القراءة والكتابة في الجاهلية، فاستفادت من علمها لتعليم النساء، حيث كانت تعلم السيدة حفصة بنت عمر، زوجة النبي، القراءة والكتابة، كما كانت تقوم بتعليم الأطفال أيضًا.

دورها في الطب والتجارة
إضافة إلى تعليمها، كانت الشفاء تجيد الرقية منذ الجاهلية، وحين جاء الإسلام عرضتها على النبي صلى الله عليه وسلم فأقرها عليها، فعلمتها للسيدة حفصة ولأخريات، مما جعلها من الرائدات في مجال الطب، حيث عُرفت بعلاجها لأمراض الجلد مثل “النملة” أو ما يعرف بالأكزيما. ولم يتوقف دورها عند الطب، بل امتد إلى الإشراف على الأسواق، حيث أولاها الخليفة عمر بن الخطاب مهام الحسبة، ما يعادل دور وزير التجارة في عصرنا، حيث كانت تراقب الأسواق وتشرف على التعاملات لضمان العدل والانضباط.

وفاتها
توفيت الشفاء بنت عبدالله، أول معلمة في الإسلام، في زمن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في السنة العشرين من الهجرة، تاركةً بصمة خالدة في سجل النساء المسلمات العالمات اللاتي ساهمن في نهضة المجتمع الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى