تكريم النبي لأمية بنت قيس: أولى القلائد العسكرية في الإسلام
برزت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في مجال الطب، حيث كان للعلوم الطبية مكانة خاصة في الإسلام. فقد حث النبي الكريم المسلمين على السعي للعلاج، وشجعهم على اتباع سبل الشفاء المعروفة، مما رسخ مكانة الطب وجعله موازياً في الأهمية لعلوم الدين. ومنذ بداية الدعوة، انطلق المسلمون في دراسة الطب حتى أصبحت الدولة الإسلامية موطناً لأطباء عظام أسهموا في خدمة المجتمع والعالم.
ومع شهرة العديد من الأطباء، فإن هناك أيضاً طبيبات مسلمات كان لهن دور بارز منذ فجر الإسلام في تطوير الطب، رغم أن التاريخ لم ينصفهن. لهذا، نرى أنه من الواجب إبراز دور هؤلاء الطبيبات ومساهماتهن.
أمية بنت قيس الغفارية
أمية كانت من الفتيات اللواتي اعتنقن الإسلام في سن مبكرة، حيث جاءت لمبايعة النبي وعمرها أربعة عشر عاماً. اتسمت بالشجاعة والإقدام، فدخلت ميادين الطب والعلم بقلب مخلص، وخاضت أعمالاً تردد أمامها الرجال، وكانت مثالاً يحتذى به.
مشاركتها في الجهاد
عندما جاءت غزوة خيبر، طلبت أمية من النبي الإذن بالمشاركة. فقبل النبي طلبها وجعلها مسؤولة عن مجموعة من النساء لتضميد الجرحى ورعاية المرضى في ميدان المعركة. وقد أثبتت جدارتها وأبلت بلاءً حسناً، حتى نالت من النبي قلادة تقديراً لشجاعتها.
تكريم النبي لها
منح النبي صلى الله عليه وسلم أمية قلادة اعتزازاً بدورها، وعلّقها بنفسه في عنقها. وقد ظلت أمية ترتدي هذه القلادة طوال حياتها، وأوصت أن تُدفن معها، إقراراً بفضل الإسلام في تكريمها ورفع شأنها.