منوعات

الحلم اليهودي بمصر: من التأسيس إلى الفشل

 

يرجع تاريخ تأسيس مدينة كوم أمبو الحديثة إلى ما قبل عام 1900 ميلادي، وبرز الحلم اليهودي  وذلك بعد الزيارة التي قام بها تيودور هرتزل لمصر عام 1903. كانت هذه الزيارة بمثابة أول إشارة هامة حول فكرة إقامة مستوطنة لليهود في مصر. بعد أن وردت في كتاب “النيل في خطر” للكاتب والمفكر الكبير كامل زهير.

الحلم اليهودي المصري

تعود العلاقات اليهودية المصرية إلى عهد قديم، إذ استوطن اليهود مصر منذ عهد نبي الله يوسف عليه السلام. وقد استمرت هذه العلاقات حتى القرن التاسع عشر. عندما عاد اليهود إلى مصر ليعملوا في التجارة وتأسيس البنوك والشركات والمصانع والمزارع.

تأسيس شركة وادي كوم أمبو

عاد اليهود إلى مصر مرة أخرى ليعملوا فى التجارة وتأسيس البنوك والشركات والمصانع والمزارع، وقاموا بتأسيس أول بنك فى مصر وهو «البنك العقارى» عام ١٨٨٠ بالشراكة مع رأس مال فرنسى، وأيضا أنشأوا «البنك الأهلى المصرى» بالشراكة مع رأس مال إنجليزى.

من هنا بدأ اليهود فى التفكير فى إقامة مستوطنة لهم على ضفاف النيل، وقاموا بتأسيس شركة «وادى كوم أمبو» عام ١٩٠٤، والتى تأسست من شراكة ثلاث عائلات يهودية «سوارس- كاسل- قطاوى» بامتياز مدته ٩٩ عاما. وبرأس مال ٣٠٠ ألف جنيه إسترلينى. وهو مبلغ ضخم جدا وخيالى فى ذلك الوقت. وقامت الشركة بشراء ٣٠٠ ألف فدان من أراضى الدائرة وإعادة بيعها لكبار الملاك والشركات الأخرى، ولا تزال شركة وادى كوم أمبو قائمة حتى يومنا هذا.

وسعى يوسف قطاوى، رئيس الطائفة اليهودية فى مصر لتملك سهل كوم أمبو. وكان عضوا فى مجلس النواب عام ١٩٢٥عن دائرة كوم أمبو وعضوا فى مجلس الشيوخ من ١٩٢٧ حتى ١٩٣٧. وكان «قطاوى» متزوجا من «أليس» وصيفة الملكة نازلى زوجة الملك فؤاد، والتى كانت أيضا وصيفة للملكة فريدة زوجة الملك فاروق.

ويرى بعض المؤرخين أن كوم أمبو تحولت إلى مستعمرة يهودية منذ إنشاء شركة «وادى كوم أمبو» فى ١٩٠٤، حيث قام إخوان «سوارس» بعد فشل مشروع «هرتزل» بـ٧ أشهر بالاشتراك مع السير أرنست كاسل بشراء ٣٠ ألف فدان من سهل كوم أمبو عام ١٩٠٣. وأسسوا شركة «وادى كوم أمبو» لاستصلاحها وزراعتها مقابل ٢٠ قرشا للفدان. ومقابل التمهيد لاستصلاحها وزراعتها. ستسهل لهم الحكومة شراء باقى الأرض ١٠٠ ألف فدان بنفس السعر وإعطائهم تسهيلات فى الحصول على رخص الرى مقابل ١٠ قروش للفدان وحق انتفاع لمدة ٩٩ عاما، وإعفاء من الضرائب لمدة ١٥ عاما.

وكان الهدف من استصلاح هذا السهل هو تحويله إلى مستعمرة صهيونية لجذب اليهود المعسرين والفقراء من جميع أنحاء العالم وتوطينهم هذه الأرض كما فعل «روتشيلد» فى فلسطين.

فشل مشروع المستوطنة

فشل مشروع الحلم اليهودي وإنشاء  المستوطنة بعد 4 سنوات من البدء فيه. وذلك لأن فقراء اليهود فضلوا الهجرة إلى فلسطين بدلا من النزوح إلى جنوب الوادي في مصر. وكان ذلك بسبب المعتقد الديني لليهود والخاص بأرض الميعاد في فلسطين.

يمكن القول أن تجربة المستوطنة اليهودية في كوم أمبو كانت تجربة فاشلة، ولكنها تعكس الحلم اليهودي القديم بإقامة دولة لهم في مصر. وقد استمر هذا الحلم حتى قيام دولة إسرائيل في عام 1948.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى