المعز بن باديس.. ملك الغرب الذي تحدى الخليفة وأنهى الخلاف في المذاهب
المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي، حاكم إفريقية وما تبعها من أراضي المغرب. وقد منحه السلطان صاحب مصر لقب شرف الدولة، وأرسل له وثيقة تشمل هذا اللقب، وذلك في ذي الحجة من عام 707 هـ.
من هو المعز بن باديس
كان المعز بن باديس ملكاً عظيماً ذا همة عالية، محترماً لأهل العلم سخي العطاء، وكان رابطة بين أفراد أسرته. أشاد به الشعراء واستمتع به الأدباء. وكان مذهب أبي حنيفة رحمه الله أشهر المذاهب في إفريقية، فألزم المعز كل أهل المغرب باتباع مذهب الإمام مالك بن أنس، رحمه الله، وأنهى الخلاف في الذاهب وثبت الحال على ذلك.
وقد سبق في خبر المستنصر بالله العبيدي أن المعز انفصل عن خطبته ونزع طاعته، فلما فعل ذلك خطب للإمام القائم بأمر الله خليفة بغداد، فكتب إليه المستنصر يهدده ويقول له: ألا تتبع آثار آبائك في الطاعة والولاء، في كلام طويل، فرد عليه المعز: إن آبائي وأجدادي كانوا ملوك الغرب قبل أن يحكمه أسلافك، ولهم عليهم من الخدم أكبر من التقديم، ولو تأخروا لسبقوا بأسيافهم؛ واستمر على انفصال الخطبة، ولم يخطب بعد ذلك بإفريقية لأحد من المصريين إلى اليوم.
وأخبار المعز كثيرة وسيرته مشهورة وله شعر نادر .
ولد المعز بالمنصورية، ويسمى صبرة، من أعمال إفريقية، يوم الخميس لخمس مضين من جمادى الأولى وملك بعد أبيه باديس وبويع بالمحمدية من أعمال إفريقية أيضاً يوم السبت لثلاث مضين من ذي الحجة سنة 406 هـ. وتوفي بالقيروان، من مصاب أصابه وهو ضعيف الكبد، ولم تطل مدة أحد من أهل بيته في الولاية كمدته، ورثاه أبو علي الحسن بن رشيق .