بعد عودتها مجددا.. سباقات الهجن وجاهة وتراث بدوي لتنشيط الاقتصاد
دعاء رحيل
تشتهر الإبل في شمال سيناء بخوضها السباقات على المستوى العربي والمحلي منذ عشرون عاما، وجعل هذا السباق الجديد للإبل فرض رسمي لتدريب الأبناء والشباب على ركوب الإبل قبل تجهيزها لتكون هجنا مجهزة كي تحقق من السباقات، الوجاهة تلعب دورا هاما جدا في حياة البادية، وتحقيق الفوز في سباقات الهجن يشكل بالنسبة لهم الفخر والاعتزاز، وهذه كانت البداية في الاهتمام بالإبل وتربيتها وإعداد برنامج تدريبي لها بشكل مكثف لإعداد الهجن لخوض سباقات الهجن دون النظر إلى تحقيق مكاسب مادية.
تدريب الأطفال على ركوب الإبل من الصغر
وفي هذا السياق قال سليمان أبو الرجا، أحد أبناء سيناء، إن شمال سيناء لها الريادة في اختيار الهجانة لركوب الهجن في السباقات، كما أن القبائل العربية لا تقبل أن يمتطي الأطفال الهجن، حيث لا تقل سن المتسابق عن 16 عاما على الأقل، حيث يكون اكتسب الخبرة وهو صغير بتدريبه على ركوب الإبل والتعود عليها كمرحلة أولى، ثم تعلم كيفية تطبيع الهجن ثم ترويضها كي يستطيع الركوب عليها دون أن يعرض لأخطار تذكر.
وأكد أبو الرجا، أن الحكمة في اختيار الشباب لركوب الهجن للتغلب على مشكلة الأوزان على ظهر الهجن، حيث لا يتجاوز الوزن من 40 إلى 60 كيلو على الأكثر حتى تسهل مهمة الهجان ويتم عمل مقعد فوق ظهر الهجن يسمي الشداد ليستريح عليه دون إحداث ضرر للهجن أو مخاطر للهجانة طوال فترة السباق. منوها أن تعليم الشباب ركوب الإبل يجعلهم يركبون الجمال في أي مكان حتى على الطرق الإسفلتية دون حدوث أخطار، والحكمة كذلك في عدم الاستعانة بالأطفال في ركوب الهجن هو القدرة على التطبيع والترويض ليتحقق المكسب.
وأكد سليمان أبو الرجا أن الهجانة المصريين استطاعوا تحقيق نتائج مذهلة في سباق ماراثون الهجن لأربع سنوات بمدينة دوز التونسية قبل عام 2010 م بالحصول على جائزة المركز الأول في السباق على جائزة الجمل الذهبي.
شهامة القبيلة
وفي سياق متصل، قال الشيخ محمد الجبالي بوسط سيناء، إن القبيلة أو العائلة تعتز بأن يركب أبناؤها الإبل، ولكن عند دخول السباقات فهي لا تقبل أن يركبها الصبية والأطفال حفاظا على شهامة القبيلة واعتزازها بنفسها وسط القبائل، منوها : “لذلك فإن دخول الأطفال هذه الرياضة له قواعد وشروط، خاصة أن البدوي يعرف أن الإبل تغدر في بعض الأوقات وهذا يتطلب دراية شديدة بها وخبرة في التعامل معها عند هذه المواقف”. وقال الجبالي، أن القبيلة تختار الأفضل من أبنائها لركوب الإبل أثناء السباق تحقيقا لمبدأ الوجاهة والاعتزاز عند الفوز، ولا تبغى من ذلك تحقيق المكسب.