تاريخ ومزارات

محكمة المحققين في مصر القديمة.. اختصاصاتها وسبب تسميتها 

أسماء صبحي

لقد شاع في بعض النصوص استخدام لفظ “محكمة المحققين أو محكمة المستمعين” Knbt sdmyw في مصر القديمة. والمستمعون هم الأعضاء المكلفون بممارسة العدالة، وقد تشكك بعض الباحثين في ماهية هذه المحكمة، وقام العديد منهم بدراستها. إلا أنه اتضح بأنه لا يوجد ما يميز هذه المحكمة في طبيعة القضايا المعروضة عليها، أو في طريقة تشكيل هيئتها. وفي وثيقة Berlin 10496 عهد (رمسيس الثالث) ورد ذكر هذه المحكمة في البداية. وبعد عدة سطور في نفس النص نجد أن هذه المحكمة أطلق عليها لفظ قنبت.

وفي وثيقة Cairo 65739 عصر الأسرة التاسعة عشر، أطلق على المحكمة اسم Knbt sdmyw ثلاث مرات. وهذا فضلاً عن أن محاكم المعابد كان يطلق عليها أحياناً “محكمة المحققين”..الأمر الذي يوضح أن محكمة المحققين هي نفسها المحكمة العادية. ولعل ما أحدث الخلط هو الفهم الخاطئ لدور المحكمة في مصر القديمة. وأنها مثل المحكمة التي نعرفها اليوم هيئة أو مؤسسة ليس لها أي وظيفة أخرى سوى رعاية القضاء وإقامة القانون والعدالة.

نشاط محكمة المحققين 

وتقول شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم، إنه من الواضح أن نشاط هذه المحكمة في مصر القديمة لم يقتصر على ممارسة القضاء. الذي كان يمثل مساحة ضئيلة على خريطة عمل القنبت، وإنما أيضاً كان لها مهام أخرر تقوم بها. منها تولي حراسة جمع الضرائب وإرسالها إلى القصر الملكي بصفة دورية.

وأضافت السيد، أن مهامها كانت القيام بمتطلبات الحياة الزراعية وتوفير مياة الري للأراضي الزراعية. ويبدو أن كلمة قنبت تعني في مصر القديمة (مجلس من علية القوم). وهكذا فهمه الكتبة المصريون، ولذا كانوا يضيفون كلمة “المحققين ” إذا ما أرادوا التأكيد علر الدور القضائي الذي تمارسه المحكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى