جمال أسعد يكتب: أكاذيب وافتراءات
جمال أسعد يكتب: أكاذيب وافتراءات
إذا كان هذا السلوك هو ديدنها وعقيدتها فيما قبل أحداث غزة . فما بالك ماذا تفعل فى مواجهة تلك الهزيمة الغير متوقعة لها ولكل المتحالفين معها ؟ وجدنا الأكاذيب وتلك الافتراءات هذه ومنذ اللحظة الأولى فى اختراع وتلفيق المعلومات والأخبار التى لاعلاقة لها بالواقع مما تم إجبارهم بعد ذلك للتراجع . أما المفاجأة الحقيقية لهذا الكيان وتابعيه هو تلك الصحوة الإنسانية التى اجتاحت العالم فى كل الانحاء
مساندة للشعب الفلسطينى بل لمشاركة بعض اليهود فى تلك الصحوة .
والأهم أن تتويج هذه الصحوة كان بتقديم دولة جنوب افريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى تتهم فيها الكيان بالقيام بعملية إبادة بشرية وتعويق وصول المساعدات الإنسانية والحياتية للفلسطينيين . فما كان منه فكاكا من المسؤولية التى لم يستطع الهروب منها (مؤقتا ) . غير اتهام مصر بأنها هى المسؤله عن عدم توصيل هذه المساعدات !!!!
سبحان الله . هل وصلت الأكاذيب والافتراءات إلى هذا الحد الذى تجاوز كل الحدود ؟ فالكيان وتابعيه خاصة امريكا وألمانيا يزعمون ويدعون أن مايحدث ليس إبادة جماعية وإنسانية !! بما يعنى أنهم شركاء فى هذه الأفعال المجرمة والمحرمة إنسانيا وقانونيا .
فى الوقت الذى يعلمون فيه ويعلم العالم أجمع موقف ودور مصر ومنذ اللحظة الأولى . ذلك الموقف الذى طالب فيه العالم كله بالتمكين من دخول المساعدات إلى غزة حيث أن الجانب الاسرائيلى هو المتعنت والمتجبر فى منع دخول المساعدات . وذلك لأن الجانب الفلسطينى من المعبر تسيطر عليه اسىرائيل سواء كان ذلك باعتبارها دولة احتلال أو كان عن طريق فرض السيطرة للوصول إلى تحقيق أهدافها الدنيئة .
كما أن عدم دخول المساعدات والإصرار على التقتيل والتجويع والهدم والسحق فهذه هى الوسائل التى يتم ممارستها حتى يتم الإجبار على اختراق الحدود المصرية إلى سيناء . فيتم تحقيق المخطط الاستعماري بالتهحير الإجبارى لتفريغ غزة من أهلها وإسقاط وانهاء التواجد الفلسطينى فتتحقق أكذوبة ( أرض بلا شعبى لشعب بلا أرض ) . وهذا ليتم استفزاز مصر للدفاع عن الأرض وعن القضية الفلسطينية وتفرض علينا الحرب فى توقيت حدده لنا الاخر ولم نحدده نحن .
وهذا تم رفضه من مصر وأمام العالم وعلى الهواء فى لقاءات مسجلة للقيادة المصرية مع زعماء العالم والمتبنيين لاسرائيل . فإذا كانت هذه الممارسات وتلك الأكاذيب والافتراءات شيئا طبيعيا لاسرائيل . فهل يكون هذا جائزا أو مقبولا بأى شكل من الأشكال فى أن يدعى البعض من الدول العربية والبعض من المصريين بأن مصر هى المسئولة عن عدم فتح المعبر ؟ للاسف الشديد فهذا مرفوض مرفوض .
ولايبرره أن من يتبنون هذه الأقوال من المعارضة . فالمعارضة ياسادة لاتعنى المغامرة بمصلحة الوطن ومصيره فى مقابل المعارضة لممارسات ومواقف الحكومة . فالحكومة غير الوطن . فهل المعارضة تعارض الحكومة ام تعارض الوطن ؟ هل المعارضة عندما تبرر وتشارك اسرائيل فى اكاذيبها وادعاءاتها وأفتراءاتها تكون فى جانب القضية الفلسطينية ام فى جانب المحتل ؟ هل المعارضة تعنى وتهدف إلى دخول الوطن فى حرب لا وقتها ولا أوانها ؟ مصر ياسادة هى من دفع ثمن الدفاع عن فلسطين ومنذ البداية وحتى الآن . فلا أحد يزايد عليها .
وليس مطلوبا أن تظل مصر تدفع والاخرين يشاهدون وينظرون ويلقون علينا رؤاهم التى لا تعمل لغير مصلحتهم . حفظ الله مصر وشعبها وجيشها .