لواء دكتورسمير فرج يكتب:عودة النجم الساطع 2023
أعلنت القوات المصرية بدء تدريبات، أو مناورات “النجم الساطع”، أو “Bright Star”، في الفترة من 31 أغسطس حتى 14 سبتمبر، من العام الجاري، بمشاركة نحو 800 فرد مقاتل، من 34 دولة. تشارك بعض هذه الدول بقواتها ومعداتها وأسلحتها، بينما يشارك البعض منها بصفة مراقب، حيث يحضر عدد أربعة إلى خمسة من القادة العسكريين، لهذه الدولة، لمتابعة جميع مراحل وأنشطة المناورات.
تجري مناورات النجم الساطع كل عامين، بين الجيشين المصري الأمريكي، ومنذ بدأها في عام 1980، لم تتوقف إلا مرة واحدة، لمدة ثلاث سنوات، خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، التي شابها الفتور في العلاقات السياسية والعسكرية بين الدولتين. تعتبر تلك التدريبات المشتركة، أقوى التدريبات العسكرية التي تتم في منطقة الشرق الأوسط، سواء من حيث حجم القوات، أو أعداد الدول المشاركة فيها، حيث تحقق لكلا الجانبين العسكريين؛ المصري والأمريكي، استفادة كبرى، خاصة أن الجيش الأمريكي يجري تدريباته مع القوات المصرية، صاحبة أكبر وأحدث الخبرات القتالية العسكرية، في العصر الحديث، في حرب أكتوبر 73 مع إسرائيل.
وأما استفادة القوات المصرية، خلال هذه المناورات، فتتمثل في التعرف الفعلي على أحدث المعدات العسكرية، التي تتابعها في المعارض الدولية للأسلحة، فيتسنى لها التدريب عليها في الواقع، من خلال تدريبات ميدانية. كذلك تنفذ القوات المصرية التدريب أمام الجانب الأمريكي، الذي يعتنق العقيدة الغربية، وهي نفس عقيدة الجيش الإسرائيلي. وتتبادل قوات الجيشين المصري والأمريكي الخبرات في مجالات خاصة، لكل منهم باع فيها، مثل عمليات الابرار البحري التي تتميز بها القوات الأمريكية، أو أساليب حرب الصحراء التي تتفوق فيها القوات المسلحة المصرية.
يضاف لذلك ما تحققه تلك التدريبات من رفع الروح المعنوية للقوات المصرية، فأذكر في أحد التدريبات أن حصلت سرية دبابات مصرية على تقدير امتياز في استخدام الدبابة الأمريكية M1A1، بينما حصلت نظيرتها الأمريكية على تقدير جيد جداً، على نفس نوع الدبابة. كما تبرز قيمة هذه المناورات في أعمال القتال الجوي، خصوصاً التكتيكات التي يستخدمها الطيارين المصريين، أمام الطيارين الأمريكيين، الذين يستخدمون أساليب مختلفة من أعمال القتال الجوي.
وهكذا فإن عودة تدريبات النجم الساطع إلى مصر تحقق استفادة لكلا القوات، بكلا الدولتين، خاصة وأنه لأول مرة، في السنوات الأخيرة، يتم التعاون في أساليب القضاء على الإرهاب، وهو الهدف الذي تسعى له كل القوات في العالم، لتحقيق السلام.