إرث أبو سهل عباد البصري في الفكر الإسلامي: قوة في المناظرات وتأثير يمتد
إرث أبو سهل عباد البصري في الفكر الإسلامي: قوة في المناظرات وتأثير يمتد
أبو سهل عباد بن سليمان البصري، الشخصية العلمية المهمة في تاريخ الفكر الإسلامي. فقد شهدت البصرة مولد البصرى في القرن الرابع الهجري.ولقد رحل في رمضان سنة 433هـ. حيث ترك بصمة قوية في المجالات الفكرية والمناظرات خلال عصره.
وقد كان عضوًا بارزًا في التيار المعتزلي وتلقى تعليمه على يد شيوخ كبار مثل هشام بن عمرو الفوطي.
ومن أبرز مؤلفاته كتاب “إنكار أن يخلق الناس أفعالهم” الذي يرد فيه على مواقف المعتزلة بخلق أفعال العباد.
وكذلك”تثبيت دلالة الأعراض”: يتناول فيه دلالة الأعراض على الأعيان. وكذا كتاب”إثبات الجزء الذي لا يتجزأ”: والذى يبحث في إمكانية وجود جزء لا يتجزأ.
كما كان أبو سهل عباد من أقوى المناظرين في عصره، وقد اشتهر بقدرته على الإقناع بالحجة والبرهان، ومن أشهر مناظراته مناظرته مع السوفسطائي الذي قال له:
«أليس قد يأتي العطشان السراب وهو يظنه ماء، فيجده غير ماء، فما أنكرت ان يكون ذلك سبيل كل الاعتقادات؟»
فأجابه أبو سهل عباد:
نعم، ولكن هذا الرجل الذي صار إلى السراب فيظنه ماء فيجده سرابا، ان كان قد فرق بين الماء والسراب لحسه، فإنه ينبغي له إذا جاء إلى دجلة أن يظنها سرابا، وإلا فما دله على أن السراب ليس بماء إلا حسه، فكيف لا يكون الدجلة ماء بحسه؟ فانقطع الرجل.
كما أن تأثير أبو سهل عباد يظل حاضرًا في التفكير الإسلامي، حيث اعتمد عليه العديد من العلماء في كتبهم. كان له قوة في التحليل والرد الفكري، وترك إرثًا علميًا يُحترم ويُقدر حتى اليوم.