أكبر جنازة في التاريخ| هكذا ودع المصريين والعالم جمال عبد الناصر.. البلاد تكتسي بالسواد
أميرة جادو
تمر اليوم ذكرى تشييع جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التى حدثت فى 1 أكتوبر عام 1970 وتعتبر واحدة من أكبر وأضخم الجنازات التى شهدها العالم فى القرن العشرين، حيث شهدت مصر مشهدًا لا يُنسى من مشاهد التاريخ، حيث خرج الملايين من الشعب المصري إلى الشوارع بعد إعلان وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، تعبيرًا عن حزنهم العميق وفقدانهم قائدًا أثرى حياتهم السياسية والاجتماعية.
وكانت لحظة الإعلان عن رحيله كالصاعقة التي ضربت قلوب المصريين، فعمّ الحزن أرجاء البلاد، وامتزجت دموع الملايين بالنحيب، مما جسّد مشهدًا مهيبًا امتزج فيه الأسى بحبٍ جارف تجاه زعيم غيّر وجه التاريخ المصري والعربي. في هذا اليوم، تحولت شوارع مصر إلى بحر من البشر. في وداع يُعتبر من أكبر الجنائز في القرن العشرين، وفقًا لما وثّقته كاميرا «ماسبيرو».
مشهد مهيب في تاريخ القرن العشرين
تقدم موكب جنازة عبد الناصر عدد من الشخصيات الدولية البارزة، حيث حضرها 30 رئيس دولة و100 وفد ممثلين بأعلى المستويات، من رؤساء وزراء ووزراء خارجية. بالإضافة إلى رؤساء أحزاب وحركات تحرر من مختلف أنحاء العالم. وكانت جنازة الزعيم الراحل من بين أكبر الجنائز في القرن العشرين، لتصبح رمزًا للتقدير العالمي لدوره السياسي والقيادي.
لأول مرة نقل الجنازة عبر الأقمار الصناعية
للمرة الأولى، تم نقل جنازة عبر الأقمار الصناعية إلى العالم أجمع. خرجت في جنازة عبد الناصر جموع من الرجال والنساء، الشيوخ والشباب، تدفقت من كل مكان بمصر. بل وجاءت الوفود من مختلف أنحاء العالم لتوديع رجل أعاد صياغة التاريخ وغيّر وجه العالم.
القاهرة تتشح بالسواد
في القاهرة، المدينة التي كانت بمثابة نبض مصر، عم الحزن أرجاءها، وظهرت لافتات في كل ركن تردد كلمات الرثاء: “فقدناك يا عبد الناصر”. انتشرت صور الزعيم في الشوارع. وعلى السيارات وأعمدة الإنارة. كان مشهدًا يمزج بين الألم والفخر، حيث وقف الشعب المصري ليودع رجلًا استثنائيًا سيظل في الذاكرة الوطنية إلى الأبد.
الإسكندرية في حداد
لم تكن القاهرة وحدها التي ارتدت ثوب الحداد. بل امتدت مظاهر الحزن إلى عروس البحر المتوسط، الإسكندرية. تلك المدينة التي شهدت أفراح الشعب يوم أن حررها جمال عبد الناصر من الملكية الطاغية. عادت تبكي اليوم على الرجل الذي أنصف الفقراء وأعاد الكرامة لمصر. زحفت مواكب النساء تذرف الدموع في الشوارع التي لطالما رقصت على وقع الانتصارات.
وداع استغرق أربع ساعات
امتد موكب الوداع لمدة أربع ساعات كاملة، وفقًا لشهادات المراسلين والصحفيين العرب والأجانب. شاركت 12 طائرة ميج في التحليق فوق الموكب، في تحية أخيرة لزعيم الأمة. لم تقتصر المشاركة على الشعب المصري، بل جاءت وفود من السودان ولبنان وسوريا وليبيا وتونس والجزائر والكويت والمغرب، ومن دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية، في مشهد يعكس عمق التأثير الذي تركه عبد الناصر في قلوب الملايين حول العالم.
الاتحاد النسائي السوداني: “فقدنا عظيم وجرحنا أليم”
حضرت مجموعة من السيدات السودانيات حاملات لافتة كتب عليها: “الاتحاد النسائي السوداني.. فقدنا عظيم وجرحنا أليم بفقد القائد”، لتلخص بكلمات بسيطة حالة الحزن العميق التي خيمت على قلوب الشعوب العربية والإفريقية، فقد كان رحيل جمال عبد الناصر جرحًا كبيرًا في وجدان الأمة العربية.
500 صحفي في وداع الزعيم
شارك أكثر من 500 صحفي من مختلف دول العالم في تغطية هذه الجنازة المهيبة، ليصبح الحدث مادة رئيسية في الصحف والوسائل الإعلامية الدولية. بكى العالم أجمع على رحيل عبد الناصر. الرجل الذي سيظل حيًا في ذاكرة الشعوب، ليس فقط لدوره السياسي. بل لكونه رمزًا للكرامة والعزة الوطنية.