اعرف حكاية ميدان العتبة الخضراء وسبب تسميته.. منارة تاريخية في قلب القاهرة
أميرة جادو
تضم القاهرة العديد من الأماكن بالميادين التاريخية والتي تشهد على حضارة مصر، ومن أقدم وأهم المناطق التاريخية في مصر هو ميدان “العتبة الخضراء”، حيث تحتضن “العتبة” بين أزقتها وميادينها العديد من المعالم الأثرية والمباني التاريخية التي تعكس تاريخًا طويلًا وحافلًا بالأحداث، كانت هذه المنطقة شاهدة على الكثير من التحولات العمرانية والثقافية، وظلت مركزًا حيويًا للتجارة والثقافة منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
وسنتعرف في السطور التالية على حكاية “ميدان العتبة الخضراء”، سبب تسميته، ونلقي الضوء على المناطق الأثرية التي تحتضنها هذه المنطقة الحيوية، التي تجعل من العتبة الخضراء منطقة تستحق الزيارة والاكتشاف.
سبب تسمية ميدان العتبة الخضراء
بعتبر “ميدان العتبة الخضراء” هو القلب النابض لمنطقة العتبة، ويعتبر من أبرز معالم القاهرة، يعود تسميته إلى العهد العثماني حيث كان يعرف بـ “العتبة الزرقاء” قبل أن يتغير إلى “العتبة الخضراء” في عهد الخديوي إسماعيل، في القرن التاسع عشر، حيث كان يفضل اللون الأخضر لاعتقاده أنه يجلب الحظ الجيد، ويتميز الميدان بموقعه الاستراتيجي حيث يلتقي فيه العديد من الشوارع الرئيسية، وكان نقطة انطلاق الترام في مصر.
تاريخ ميدان العتبة
يرتبط “الميدان” بتاريخ طويل يمتد إلى العصور المملوكية والعثمانية، وقد شهد تطورًا كبيرًا في عهد الخديوي إسماعيل الذي أراد تحويل القاهرة إلى قطعة من أوروبا، قام إسماعيل بتطوير البنية التحتية للمدينة، وأدخل أنظمة حديثة للتخطيط العمراني، وكان ميدان العتبة الخضراء أحد المشاريع الرئيسية ضمن خططه.
وهو واحد من أشهر ميادين القاهرة، ويعد من المعالم البارزة التي تجمع بين التاريخ العريق والحداثة، حيث كان هذا الميدان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية والتحولات العمرانية.
المناطق الأثرية في ميدان العتبة الخضراء:
رغم التحولات العمرانية الكبيرة التي شهدتها المنطقة، لا تزال العتبة الخضراء تحتفظ ببعض المعالم الأثرية التي تعكس تاريخ القاهرة العريق.
1- مسجد الأمير أزبك بن ططخ:
يعود تاريخ بناء المسجد إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ويعد من أقدم المساجد في المنطقة، يتميز بتصميمه المعماري المملوكي الفريد وزخارفه الإسلامية الجميلة ، وهو من أبرز المعالم الإسلامية في منطقة العتبة، ويعد شاهدًا على العمارة المملوكية في مصر.
2- بركة الأزبكية:
تعتبر واحدة من أهم المعالم المائية في القاهرة القديمة في العصر العثماني والمملوكي، وقد تحولت في عهد الخديوي إسماعيل إلى حدائق الأزبكية الشهيرة، وهي من أقدم الحدائق العامة في القاهرة.
فكانت إيضآ البركة محاطة بالعديد من المباني السكنية والتجارية الهامة، وأصبحت فيما بعد رمزًا للتحديث العمراني في القاهرمسرح
3- مسرح ودار أوبرا العتبة:
في عهد الخديوي إسماعيل، تم بناء دار الأوبرا الخديوية على الطراز الأوروبي في العتبة، والتي كانت تعتبر من أهم المسارح في العالم العربي، استضافت دار الأوبرا العديد من العروض الفنية والثقافية الهامة، وساهمت في إثراء الحياة الثقافية في الموسكي.
4- سوق الموسكي:
يعتبر من أقدم الأسواق التجارية في القاهرة، ويحتفظ بطابعه التقليدي رغم التطورات الحديثة، ويشتهر بتنوع بضائعه التي تشمل المنتجات التقليدية ، كان السوق مركزًا للتجارة الأوروبية في القرن التاسع عشر، واحتفظ بأهميته الاقتصادية والثقافية حتى اليوم، يضم السوق العديد من المحلات التجارية التي تعرض المنتجات اليدوية والصناعات الحرفية.
5- سرايا العتبة
كانت سرايا العتبة مقرًا لحكام مصر في فترة من الفترات، وشهدت العديد من الأحداث التاريخية الهامة، تم تجديدها وتوسيعها عدة مرات على مر العصور، وتحولت فيما بعد إلى محكمة مختلطة في عهد الخديوي إسماعيل.
ويشار إلى أن “ميدان العتبة الخضراء” ليس مجرد ميدان عادي، بل هو شاهد حي على تاريخ طويل من التحولات والتطورات التي شهدتها القاهرة.
والجدير بالذكر أن “منطقة العتبة” تظل مركزًا حيويًا يجمع بين عبق التاريخ وحيوية الحاضر، حيث تتجاور المباني الأثرية مع الأسواق الحديثة، وتشهد على تاريخ طويل من التحولات والتطورات، زيارة العتبة هي رحلة عبر الزمن، تتيح للزائر فرصة التعرف على جزء هام من تاريخ القاهرة ومصر.