تاريخ ومزارات

مجدل عنجر أو حوش موسى: بلدة لبنانية تحمل تاريخاً وثقافة أرمنية

مجدل عنجر أو حوش موسى هي بلدة لبنانية تقع في منطقة البقاع شرقي لبنان. كما تمتد البلدة على مساحة 20 كم2 وعدد سكانها 2400 نسمة أغلبيتهم الساحقة من الأرمن. في موسم الصيف يزور البلدة الأرمن من الشتات حيث يزداد عدد سكانها بثلث تقريبا. كما تشتهر البلدة بقلعة مجدل عنجر الأثرية التي بناها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في القرن الثامن الميلادي، والتي أعلنتها منظمة اليونسكو موقع تراث عالمي في عام 1984.

تاريخ مجدل عنجر

يرجع اسم البلدة الحالي إلى كناية “عين جره” التي أطلق على الأراضي المجاورة لقلعة “جره”، والتي كانت تعني “العين الصغيرة” باللغة الآرامية. وكانت هذه العين هي أحد أهم منابع نهر الليطاني، الذي يعتبر أطول أنهار لبنان. وقد أسهمت هذه العين في ازدهار المدينة الأموية التي أنشأها الوليد بن عبد الملك، والتي كانت تشكل محطة هامة على الطريق الدولي بين بيروت ودمشق.

في عام 744 م، دمر الخليفة مروان الثاني المدينة الأموية بعد انتصاره على منازعه إبراهيم بن الوليد في معركة دارت رحاها على مقربة منها. ومنذ ذلك الحين، تركت المدينة مهجورة وتحولت إلى أطلال ومستنقعات. وظلت على هذا الحال حتى عام 1939، عندما استقر فيها نحو 5000 لاجئ أرمني هربوا من المجازر التي ارتكبتها تركيا ضدهم. وقد أطلق اللاجئون على البلدة اسم “حوش موسى” تيمناً بموسى داغ، الجبل الذي دافعوا عنه في تركيا. وقد أقاموا في البلدة حارات تحمل أسماء قراهم الأصلية، وبنوا كنيسة أرمنية أرثوذكسية ومدرسة ومستشفى ومقبرة.

ثقافة البلدة

تحافظ البلدة على هويتها وثقافتها الأرمنية، وتستخدم اللغة الأرمنية بالإضافة إلى اللغة العربية. وتحتفل البلدة بالأعياد والمناسبات الأرمنية، مثل عيد القديس فرتان، وعيد القديس سركيس، وعيد القديس غريغوريوس. وعيد القديس هريبسيمي، وعيد القديس غاياني. وعيد القديس شوغاغات، وعيد القديس نارسيس، وعيد القديس كركور. كما تشارك البلدة في مهرجانات وفعاليات ثقافية وفنية محلية ودولية. مثل مهرجان البقاع الدولي، ومهرجان الأرمن الدولي، ومهرجان الفنون الشعبية، ومهرجان الأفلام الأرمنية.

سياحة البلدة

تجذب البلدة السياح من مختلف الجنسيات والديانات. الذين يأتون لزيارة قلعة مجدل عنجر الأثرية. والتي تعتبر أحد أهم المعالم التاريخية في لبنان. وتتميز القلعة بتصميمها المستطيل الذي يحيط به سور محصن به أبراج وبوابات. وبوجود قصر كبير في وسطها، وبعدد من المباني العامة والخاصة، مثل المسجد، والحمامات، والمستودعات، والمنازل. وتزخر القلعة بالزخارف الإسلامية والبيزنطية والرومانية،. التي تعكس التنوع الثقافي والفني للحقبة الأموية.

بالإضافة إلى القلعة، توفر البلدة للسياح فرصة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والمناخ المعتدل. وللتعرف على الحياة الريفية والتقاليد الأرمنية. كما تقدم البلدة خدمات سياحية متنوعة، مثل الفنادق، والمطاعم، والمقاهي، والمحلات التجارية، والمراكز الثقافية، والمتاحف، والمكتبات، والملاعب الرياضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى