المزيد

تاريخ السلاجقة والدانشمند الحسن الصباح والسلطان ملكشاه.. الحلقة الأولي

تاريخ السلاجقة والدانشمند الحسن الصباح والسلطان ملكشاه.. الحلقة الأولي

كتب – عمر محمد

يقول ابن الجوزي : إن الثنوية والمجوس أرادوا إرجاع ممالكهم وإبطال الإسلام ولكنهم رأوا ضرورة إخفاء مقاصدهم بالتستر بالإسلام .

– التقية :فهم يخاطبون كل فئة بما تشتهي ويقدمون لها وعودا مختلفة ويلزمونها بالسرية.

– استمالة بعض رجالات الدولة والتنسيق معهم كما استمالوا البساسيري فأسقط الدولة وقبض على الخليفة.

أرسل السلطان ملكشاه رسالة إلى حسن الصباح وكانت سياسة ملكشاه تجاه حركة الحسن الصباح تتراوح بين المهادنة لهم حيناً، ومقاومتهم حيناً آخر، فعندما استولى الحسن الصباح على قلعة الموت في عام 483ﻫ وانتشر فدائيوه يغتالون الآمنين، أرسل له ملكشاه الإمام أبو يوسف يعقوب بن سليمان لمناظرتهم وكان يعقوب فقيهاً عالماً بالأصول على مذهب أهل السنة ، ..

ولكن يبدو أن هذه المناظرة لم تحقق الهدف الذي تطلع إليه ملكشاه من محاولة إقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ثم لجأ إلى العمل المسلح فأرسل الأمير أرسلان طاش سنة 485ﻫ فحاصر قلعة الموت، ولكنه هزم،

كما أرسل في العام ذاته أحد قواده فحاصر قلعة ” ديرة ” وهي مركز آخر من مراكزهم…

ويبدو أن الباطنية التابعة لحسن الصباح أصبحوا شوكة حتى أن ابن كثير عندما تحدث عن أهم أحداث عام 494ﻫ قال : فيها عظم الخطب بأصبهان ونواحيها بالباطنيّة، فقتل السلطان منهم خلقاً كثيراً، وأبيحت ديارهم وأموالهم للعامَّة، ..

وكانوا قد استحوذوا على قلاع كثيرة، وأوّل قلعة ملكوها في سنة 483ﻫ، وكان الذي ملكها الحسن الصبّاح، أحد دعاتهم، وكان قد دخل مصر وتعلَّم من الزنادقة الذين كانوا بها،

ثم صار إلى تلك النواحي ببلاد أصبهان، فكان لا يدعو إلا غبيَّاً لا يعرف يمينه من شماله، ثم يطعمه العسل بالجوز والشونيز ، حتى يحترق مزاجه ويفسد دماغه، ثم يذكر له شيئاً من أخبار أهل البيت ويكذب له من أقاويل الرافضة الضَُلال، أنهم ظُلِمُوا ومُنعُِوا حقَّهم،…

ثم يقول له : فإذا كانت الخوارج تقاتل بني أميّة لعلَّي، فأنت أحقُّ أن تقاتل في نصرة إمامك علي بن أبي طالب، ولا يزال يسقيه من هذا وأمثاله حتى يستجيب له، ويصير أطوع له من أبيه وأمَّه، ويظهر له أشياء كثيرة من المخرقة والنَّيرنجات والحيل التي لا تروج إلا على الجهال، حتى التفَّ عليه بشر كثير وجمُّ غفير،

وقد بعث إليه السلطان ملكشاه يتهدده ويتوعّده وينهاه عن بعثه الِفداويّة إلى العلماء ، ..وهذا نص رسالة ملكشاه إلى الحسن الصّباح :

أنت حسن صباح قد أظهرت ديناً وملةّ جديدة فأغريت الناس وخرجت على ولي عصرك، فجمعت حولك بعض سكان الجبال ثم أغويتهم بكلامك حتى حملتهم على قتل الناس وطعنت في الخلفاء العباسيين الذين هم خلفاء الإسلام وبهم استحكم قوام الملك والملّة ونظام الدين والدولة، ..

فعليك أن ترجع عن هذه الضلالة وتكون مسلماً وإلاّ فقد عينت لك جيوشاً وأرجأت توجهها حتى تجييء إلينا أنت وجوابك،

وحذار حذار على نفسك ونفوس تابعيك فأرحمها ولا تلقيها في ورطة الهلاك، ولا تغتر باستحكام قلاعك ولتعتقد حقيقة أن قلعة (الموت) المستحكمة لو كانت برجاً من بروج السماء لجعلتها أرضاً يبابا ولساويتها مع التراب بعناية الله تعالى ،

فلما قرأ الكتاب بحضرة الرسول، قال لمن حضره من

الشباب : إنَّي أريد أن أرسِلَ منكم رسولاً إلى مولاه، فاشر أبَّت وجوه الحاضرين منهم، ثم قال لشاب منهم : اقتل نفسك. فأخرج سكَّيناً فضرب بها غَلْصَمتَه ، فسقط ميِّتاً، وقال لآخر منهم : ألق نفسك من هذا الموضع، فرمى نفسه من رأس القلعة إلى أسفل خندقها فتَّقطع.

فقال للرسول : هذا الجواب … وجاء في رواية أخبر سيدك أن عندي من هؤلاء عشرين ألفاً هذا حد طاعتهم لي فعاد الرسول إلى السلطان فأخبره بما رأى فعجب من ذلك، وترك كلامهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى