خبير استراتيجي: هدف الاحتلال توسيع مساحة قطاع غزة وتحويله إلى دولة مستقلة على حساب مصر
تواجه القضية الفلسطينية قضية العرب الأساسية خطر التصفية النهائية من خلال مخطط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم على يد حكومة دولة الاحتلال.
إخلاء غزة إلى الجنوب
أصدرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الجمعة، بياناً تحذر فيه من مطالبات الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة والممثلين الدوليين فيه بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة والانتقال إلى الجنوب.
وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن هذا التحرك يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وسوف يجعل أكثر من مليون فلسطيني وعائلاتهم عرضة لخطر البقاء بلا مأوى في ظل ظروف إنسانية وأمنية شديدة، بالإضافة إلى تزاحم مئات الآلاف في مناطق لا تصلح لإيوائهم.
وحثت مصر الحكومة الإسرائيلية على التخلي عن مثل هذه الإجراءات المتصاعدة، لما لها من آثار وخيمة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وفي ضوء المقرر أن تقدمه الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة حول هذا التطور المقلق، طالبت مصر مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته لإيقاف هذا التحرك.
ودعت جمهورية مصر العربية الأمم المتحدة، والفاعلين على المستوى الدولي إلى التدخل لمنع المزيد من التصعيد غير المبرر في قطاع غزة.
ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، منشورات باللغة العربية، في سماء غزة، تدعو سكان المدينة إلى إخلاء بيوتهم على وجه السرعة، وأرفق مع المنشورات رسم لخارطة غزة، يشير إلى منطقة جنوبية في قطاع غزة، حسب مراسل وكالة “فرانس برس”.
وجاء في المنشورات: “بيان عاجل.. إلى سكان مدينة غزة، المنظمات الإرهابية قد شنت حرباً على دولة إسرائيل.. ومدينة غزة أصبحت ميدان قتال.. عليكم مغادرة بيوتكم فورا.. والانتقال إلى الجنوب؛ من أجل سلامتكم وأمنكم”.
وتأتي هذه المنشورات، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، أنه أمر سكان مدينة غزة بإخلائها والانتقال جنوبا.
وكان هناك خطر يهدد الأراضي المصرية منذ اندلاع الصراع بين حماس والجيش الإسرائيلي يوم السبت الماضي ؛ عندما قال المتحدث العسكري الإسرائيلي الأول، اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، لصحفيين أجانب: “أعلم أن معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر لا يزال مفتوحا… وأنصح أى شخص يستطيع الخروج بالقيام بذلك”.
كما قال الصحفي الإسرائيلي المقرب من الموساد إيدي كوهين، في منشور عبر صفحته على منصة إكس مخاطبًا سكان غزة: “يا سكان غزة اهربوا إلى مصر وانقذوا حياتكم وحياة أسركم، حماس اختارت التضحية بكم وبمنازلكم لصالح إيران”.
توسيع مساحة قطاع غزة وتحويله إلى دولة مستقلة
وأوضح شادي محسن الباحث في وحدة الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن جيورا آيلاند الذي كان رئيسًا لقسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي سابقًا، قدم فكرة للحصول على جزء من رفح حتى العريش بمسافة 24 كم على شاطئ شمال سيناء وبعمق 20 كم، لتصبح المساحة الإجمالية 720 كم إذا تمت إضافة مساحة قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة ظهرت في نوفمبر 2000.
وقال في تصريحات صحفية: “الفكرة تهدف إلى توسيع مساحة قطاع غزة وتحويله إلى دولة مستقلة مقابل أن تتنازل مصر عن جزء من أرضها مع الحصول على جائزة إستراتيجية بالاتصال البري مع المملكة الأردنية من جهة الجنوب، لكن الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك رفض هذا الأمر بشكل قاطع”.
وأضاف: “كما تقوم مصر بإخماد أزمات فإنها تقوم بإخماد مخططات شريرة تُخطط ضدها لسحب السيادة المصرية وأجزاء هامة جدًا من سيناء وضمها إلى قطاع غزة لجعل غزة دولة في حين تصبح الضفة الغربية حكمًا ذاتيًا، وبهذا تنتهي المشكلة الفلسطينية”.