المزيد

مدينتى.. قصيدة للشاعر ياسر البشلاوي

مدينتى.. قصيدة للشاعر ياسر البشلاوي

كتب – عمر محمد

بكلمات من ذهب كتب إبن مطروح الشاعر ياسر البشلاوي، تحت عنوان مدينتي، وإليكم نص القصيدة..

مدينتي

هذه ليست مدينتى التى إدعى العراف

يفض صك هويتى دون أن يستاف

من رمل لغة الأنبياء والدروب المستقيمة

التى غادرتنا وخبت فى سماوات سديمة

من جرأ العراف على غيب الزمن

أسماوات هنا لن يهبط منها يسوع

من جرأه أن يقنن هذا التردى والوقوع

أبدا لم أكن أنا فليست أغصانى سقيمة

ولم أكن يوما ضالع فى هذا الجوع

ولست شريكا فى الجريمة

 

أهذه مدينتى التى أبت منازلها الخضوع

أهذه قناديلها التى ما كفت يوماً عن السطوع

من أطفأ مصابيح شوارعى وهتك أستار الرواق

بسيف الريح تضرب أعناق الشموع

من أطلق يد الأمواج اللطيمة

تضرب شطآنى وفى صلف تأبى الرجوع

من الذى وحد أسماء المدن القديمة

وغير منار الأرض ونواطير فخاخ النجوع

من يجيبنى من غير ضاربى الرمل والودع

وقارئى الكف وإفتراءات الفناجين العقيمة

من لى بمن يجيب من غير العرافين

فإن أذناى لاتستسيغ قراءة ألسنة المهزومين

من يجيبنى من غير قارعى الطبول على الأشلاء البهيمة

 

من فرق قطعان النياق

التى ماعادت رفاق

ولا بقيت مع الحادى نديمة

إستسلمت للريح ولم تشأ تقاوم

وراح فحلها العنين بسعى السنين و بأوبارها يساوم

فإنتصبت بوجه الريح عارية المساق

حاسرة الرأس حائرة العناق

غائرة الوجنات الوسيمة

ترغوا مجاريد العيس و قلبها موجوع

وتنز لحمها العارى فى سياق الوليمة

 

عبثاً نحتمى بالعشيرة من برد الربوع

من سد فى صدر وجهها الزقاق

وأفلت حبال الدلاء بجوف أبارها الجميمة

وحرم الهجن عن مضامير السباق

من قدمها أضحيات على نصب وخيمة

عارية بلا رداء تلوكها أفواه النميمة

من جفف ماتبقى لى من ضروع

نشرب الماء المعلب من ضرع الخنوع

ونغسل أدران السواعد بماء منزوع العزيمة

 

وإذ أنا أجوب لمحت شيخا يبدو فى هيئته خشوع

يلقى إبتهالات الجمال على السحن الدميمة

رمقنى وأومأ ثم إستطال الركوع

حين ما فرغ همهم وألقى بفتواه عن تساؤلاتى العقيمة

 

قائلا مدينتك التى تنشد تغيرت

لم تعد من المدن الرحيمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى