
معن بشور يكتب: مشهد مختلف في مدافن الشهداء
فعلاً كان المشهد مختلفاً في مدافن شهداء فلسطين ولبنان، في مستديرة شاتيلا، فقد امتلأت المدافن بحشود لم أصادفها أنا واخواني منذ أن درجنا على تقليد زيارة المدافن صبيحة أول أيام العيد في بيروت وطرابس والجنوب والبقاع منذ نصف قرن.
حيث بدأنا نحيي ذكرى رفاقنا شهداء بوسطة عين الرمانة الشهيرة في 13 نيسان 1975 والتي كانت فاتحة حروب داخلية وخارجية بين اللبنانيين يسعى العدو ، وسادته وأدواتهم، اليوم إلى إشعال مثيلاً لها في لبنان وعلى أرضه.. وعلى مستوى الأمة.
كان بين الحشود عدد كبير من شباب فلسطين ولبنان ومن مناضلين من كل التيارات والمشارب أمضوا عمرهم في النضال. فأدركوا معنى الشهادة وعظمة الشهداء ومخططات الأعداء ومخاطر الفتن التي خسرت فيها بلادنا ملايين الشهداء.
لقد قرات في حشود الوفاء هذه أمرين :
أولهما وجع كبير لما أصاب ويصيب أمتنا من جراح وآلام ودماء ودمار. حيث لم يعد الشهداء جزءا من الماضي ففط بل هم جزء من حاضرنا ومستقبلنا وبينهم قادة كبار.
بينما الأمر الثاني، تصميم على مواصلة الكفاح على طريق القضايا التي استشهد من أجلها كل هؤلاء القادة والمجاهدين وفي طليعتها قضية فلسطين.
فكم نتمنى أن يدرك القيّمون على الأمور في بلادنا وخارجها أننا أمة لا تنسى شهداءها… وأمة لا تنسى شهداءها لا بد منتصرة ولو بعد حين.
مقال كتبه معن بشور «مشهد مختلف في مدافن الشهداء».