تاريخ ومزارات

الهميسع أشهر ملوك اليمن في العصر الجاهلي من هو؟

الهميسع بن حمير هو أحد أشهر ملوك اليمن في العصر الجاهلي، وهو من سلالة سبأ بن يعرب بن قحطان. ولد في عام 500 قبل الميلاد، وتولى الحكم في عام 470 قبل الميلاد، خلفاً لأبيه حمير بن سبأ. كان الهميسع ملكاً عادلاً وحكيماً، وأسس دولة قوية ومزدهرة في جنوب الجزيرة العربية. استطاع أن يوحد قبائل حمير تحت رايته، وأن يمتد نفوذه إلى أجزاء من الحجاز واليمامة والبحرين. كان له علاقات تجارية وسياسية مع الدول المجاورة، مثل مملكة شبا في إثيوبيا، والإمبراطورية الفارسية، والإمبراطورية الرومانية.

 من هو الهميسع بن حمير 

كان الهميسع مولعاً بالشعر والأدب، وأنشأ في عاصمته زفار أكبر مكتبة في الجزيرة العربية. جمع فيها كتباً ونصوصاً عن التاريخ والجغرافيا والفلسفة والطب والفلك والرياضيات. كما دعم الشعراء والأدباء من بلاده وغيرها، وأقام لهم مجالس شعرية ومسابقات أدبية. من أشهر الشعراء الذين نظموا له هو زهير بن أبي سلمى، الذي أثنى على فضائله وحكمته في قصائده.

توفي الهميسع في عام 430 قبل الميلاد، بعد حكم دام 40 عاماً. خلفه ابنه أيمن بن الهميسع، الذي استمر في سيرة أبيه في تقوية دولة حمير وتطوير ثقافتها. من نسل أيمن انتشرت قبائل حميرية كثيرة، مثل يافع وذورعين وسيبان وشرعب. تُعد دولة حمير إحدى أبرز دول الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وقد تركت آثاراً تاريخية وحضارية هامة، مثل سد مأرب، وقصور زفار، ونقوش المُخَّى.

الهميسع ينتمي إلى سلالة سبأ بن يعرب بن قحطان، وهي سلالة عربية قحطانية قديمة، تعود إلى الأنبياء هود وصالح عليهما السلام. سبأ هو أول من أسس مملكة سبأ في اليمن، ومنه انبثقت فروع أخرى، مثل حمير وقحطان وهذيل وغيرها. الهميسع هو من فرع حمير، الذي كان يحكم جنوب الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام .

فإن حمير كانت تتبادل التجارة والثقافة مع مملكة شبا في إثيوبيا، والإمبراطورية الفارسية، والإمبراطورية الرومانية. كما كانت تحافظ على علاقات سلمية مع الدول العربية المجاورة، مثل قحطان وهذيل وسبأ. بعض المصادر تشير إلى أن حمير كانت ترسل بعثات دبلوماسية إلى الهند والصين أيضاً.

العلاقات التجارية بين حمير والإمبراطورية الرومانية

العلاقات التجارية بين حمير والإمبراطورية الرومانية كانت محدودة وغير منتظمة، نظراً للمسافة البعيدة والصعوبات الجغرافية والسياسية بينهما. ومع ذلك، فإن بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن هناك تبادلاً تجارياً بين الطرفين في بعض الفترات، خاصة في عهد الهميسع وأبنائه.

فإن أحد أهم المنتجات التي كانت تصدر من حمير إلى الإمبراطورية الرومانية هو اللبان، وهو صمغ عطري يستخرج من شجرة اللبان في جنوب الجزيرة العربية. كان اللبان يستخدم في الطقوس الدينية والطبية والتجميلية في روما، وكان يحظى بقيمة عالية في السوق. كانت حمير تستفيد من موقعها المتوسط بين مصادر اللبان في شرق أفريقيا والهند، والمستهلكين في روما والشرق الأدنى. كانت حمير تشتري اللبان من هذه المناطق، ثم تعيد بيعه إلى التجار الرومانيين أو الوسطاء في موانئ مثل عدن وزفار.

كما كانت حمير تصدر بعض المنتجات الزراعية والحيوانية، مثل التوابل والأقمشة والجلود والعطور والألوان². كانت حمير تستورد من روما بعض المنتجات المصنعة، مثل الأسلحة والأدوات والزجاج والخزف³. كان التجارة بين حمير وروما تتم عبر طرق بحرية أو برية. كانت الطرق البحرية تستخدم مضيق باب المندب أو خليج عدن للوصول إلى البحر الأحمر، ثم إلى مصر أو سوريا. كانت الطرق البرية تستخدم شبه جزيرة سيناء أو شبه جزيرة عربية للوصول إلى فلسطين أو سوريا.

كان التجارة بين حمير وروما تخضع لتأثيرات سياسية واقتصادية متغيرة. في بعض الأحيان، كان هناك اتفاقات سلام أو تحالفات بين حمير وروما أو دول أخرى، مثل فارس أو أكسوم، تسهل التجارة. في أحيان أخرى، كان هناك حروب أو نزاعات أو اضطرابات تعرقل التجارة. كذلك، كان هناك منافسة شديدة بين التجار على سيطرة على طرق التجارة والأسواق. كان التجار يستخدمون أساليب مختلفة للحفاظ على مصالحهم، مثل الدبلوماسية أو الرشوة أو التجسس أو القرصنة.

يمكن القول إن العلاقات التجارية بين حمير وروما كانت مهمة لكلا الطرفين، فقد ساهمت في تنمية اقتصاديتهما وثقافيتهما. كما كانت تعكس التفاعلات والتأثيرات بين الشرق والغرب في العالم القديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى