كتابنا

واشنطن وموسكو ومنطقتنا:المفاتيح بيد “ايران”ومن خلفها.. والخنجر بيد “تركيا”ومن خلفها! 

واشنطن وموسكو ومنطقتنا:المفاتيح بيد “ايران”ومن خلفها.. والخنجر بيد “تركيا”ومن خلفها!

بقلم : سمير عبيد

أولا هل هي صدفة أن طرفي الصراع الذي تدعمه الولايات المتحدة والغرب وحلف الناتو في اوكرانيا وفلسطين المحتلة يهوديا ً؟ أم انها البدايات الحقيقية للحرب المقدسة التي قال عنها ذات يوم الرئيس الأميركي الاربعين الراحل “رونالد ريغان” (كم اتمنى ان يطيل بعمري لأشترك في معركة هرمجدون المقدسة)وهو اعتقاد مسيطر على معظم المسيحيين البروتستانت. كما نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية حينها نقلاً عن صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية دراسة جاء فيها: “إنه يجب أن نشعر جميعاً بالقلق عندما يتحدث الرئيس الأمريكي (رونالد ريجان) عن إرادة الله والمعركة الفاصلة بين الخير والشر على أرض الشرق الأوسط.وهو مرتبط بكلام الرئيس بوش وزميله توني بلير اثناء غزو العراق عندما كررها الرئيس بوش الابن ثلاث مرات ( انها حرب صليبية ) واتصل بالرئيس الفرنسي جاك شيراك قبيل غزو العراق وقال له ( ياجاك اشترك معنا بمعركتنا ضد العراق لانها معركة ضد ياجوج وماجوج ) وهذا ما جاء على لسان شيراك وفي كتاب نشره السكرتير الشخصي للرئيس شيراك.

٢-ومن هنا تحرك التقارب بين روسيا من جهة والمقاومة الفلسطينية وايران ومحور المقاومة وبعض الدول العربية من جهة أخرى. لأنهم جميعا استشعروا ان العدو واحد في اوكرانيا وفي فلسطين المحتلة ” اسرائيل ” وهم النازيون الجدد من المتطرفين الصهاينة.وان القصف الاسرائيلي لأقدم كنيسة ارثوذوكسية في غزة اخيرا وهي كنيسة (القديس برفيريوس) كانت ضربة موجهة الى روسيا ،وقبلها قصفت اسرائيل المستشفى المعمداني في غزة الذي أسسته الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس واستشهد فيه 500 فلسطيني مسيحي ومسلم وايضا هي رسالة لهذه الكنيسة العالمية ايضا.والتي ردت عليها روسيا باعطاء اوامر القيادة الروسية بتشغيل دوريات مستمرة من الطيران الروسي المحمل بصواريخ غاية في الدقة فوق البحر الاسود وان البارجة الاميركية في شواطىء اسرائيل من ضمن اهدافها (حسب كلام الرئيس الروسي بوتين) مما دفعت امريكا مدمرات وبارجات جديدة نحو المنطقة !

#ثانيا :-ماذا يعني هذا ؟

فعندما تدفع الولايات المتحدة بالبارجات وحاملات الطائرات الضخمة والمدمرات نحو منطقة الشرق الأوسط يعني هذا تثبيت حدود النار بين المحور الصاعد بقيادة الصين وروسيا ورأس حربته ايران( ومعهم محور المقاومة) من جهة، وبين المحور المهيمن على قيادة العالم بقيادة الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو ورأس حربته اسرائيل( ومعهم الدول المطبعة مع اسرائيل ومحور المنظمات الارهابية ). ولكن تبقى تلك الحدود هشه مادامت حدود ليست على الأرض و غير جغرافية وليس لها مأوى ثابت وتاريخي داخل المنطقة. فباستطاعة زوارق انتحارية او عمليات فدائية او صواريخ موجهة أو طائرات مسيرة تغيير المشهد من خلال ازالة تلك الحدود التي تصنعها السفن الحربية!

ثالثا :- استراتيجية حافة الهاوية !

فالذي يمارسهُ الرئيس الاميركي بايدن ” الولايات المتحدة ” في اوكرانيا وتحديدا بعد فشل الهجوم الاوكراني المضاد هو استنزاف روسيا في اوكرانيا وقمع دول وشعوب الشرق الاوسط الاسلامية والعربية من خلال دعم الابادة ضد الفلسطينيين . وهذه سياسة اقل ما يقال انها بانها سياسة حافة الهاوية .. فبدأت واشنطن تكرس جهودها في هذا الاتجاه بعد فشل جميع مخططات امريكا هناك. وحسب تحليلنا للمشهد تيقنت الولايات المتحدة أخيرا أنه لا نصر اوكراني اميركي غربي على روسيا لاسيما وان الشتاء القارص على الابواب واوربا تعتمد على الغاز الروسي. وبالتالي قررت الولايات المتحدة الشروع بالحرب الباردة من وجهة نظر واشنطن وبدايتها استنزاف روسيا في كل مكان ومنعها من العبور نحو التركة الاميركية البريطانية في الشرق الأوسط وعاصمتها العراق . لهذا سارعت الولايات المتحدة وبشخص رئيسها بايدن ان تكون شريك وجزء من معركة إسرائيل ضد الفلسطينيين مستغلا احداث غزة ولسببين رئيسيين وهما :-

١-لتثبيت الحدود بين المحور الاميركي والغربي والاسرائيلي بقيادة الولايات المتحدة ..وبين المحور الصيني الروسي الايراني بقيادة الصين ومثلما اسلفنا اعلاه!

٢-ومحاولة حصار وخنق مرضعة محور المقاومة وهي ايران والتي هي نفسها جزء من المحور الصيني الروسي!

#رابعا : ايران البراغماتية تُسجل نقاطاً استراتيجية !

١-لأول مرة تحرص واشنطن وذيلها ” الدول الاوربية” على عدم اتهام ايران باحداث غزة ،ومُنعت إسرائيل من اتهام ايران( وهو رياء اميركي ومداهنة اميركية على مضض) لان الولايات المتحدة خائفة جدا من خروج الصراع خارج غزة. وعندما يخرج خارج غزة هذا يعني ان ايران وحدها هي التي تمتلك أزرار اللعبة ووضع التوقيتات لها !

٢-فأحداث غزة والاسطورة التي سجلتها المقاومة الفلسطينية حماس ضد إسرائيل وجيشها الذي لا يُقهر لم تحدث لولا الدعم اللوجستي والتسليح والتدريب الذي هو من ايران .وهنا عرفت ايران كيف تجعل واشنطن تتوسل عند طهران.

٣-كان هناك صراع خفي بين العراق والسعودية (وهذا الصراع لا تعلم به القيادة العراقية لانها قيادة نفعية ومحلية وملتهية بالفساد والسلطة) ولكن كانت تراقبه ايران لأن العراق مهم جدا بالنسبة لايران . وهي ان السعودية تريد هي التي تكون بموقع ( النمسا ) بالحرب الباردة الدائرة بين المحور الصيني الروسي وبين المحور الاميركي الغربي وليس العراق ،ومثلما كانت النمسا ارض محايدة ابان الحرب الباردة بين المعسكر الذي بقيادة امريكا والمعسكر الذي بقيادة الاتحاد السوفيتي فتحولت النمسا الى دولة حياد وسلام ولقاءات ومؤتمرات بين المحورين ( وهو السر الذي جعل القيادة السعودية تقرر الانفتاح على الصين وروسيا بوقت مبكر جدا )من جهة وتنسج علاقات متدرجة مع إسرائيل من جهة أخرى . ….

٤-ومن خلال معركة ” طوفان الاقصى ” نجحت ايران ودول الممانعة والمقاومة من منع اعلان التطبيع الذي كان مقررا بين السعودية وإسرائيل وبالعكس وهذا يعني اسقاط مخطط جعل السعودية النمسا الجديدة بين المحور الصيني والمحور الاميركي وبالعكس. بدليل نصحت طهران الرئيس محمد السوداني بالتوجه من بغداد نحو موسكو واللقاء مع الرئيس الروسي بوتين. ولكن المشكلة ان السوداني لا يمتلك قرار العراق، ولا يمتلك اوراق استراتيجية للمناورة بها بسبب التشظي في القرار السياسي العراقي. وبسبب هيمنة السفيرة اليهودية الاميركية على القرار العراقي وعلى معظم حلفاء ايران !

#خامسا : احتمالات واردة !

١-بعد نجاح ايران في ادارة الازمة في غزة اعلاميا ودبلوماسيا ونفسيا صارت هناك رغبة من مصر والاردن بالانفتاح على ايران والتنسيق معها لانها باتت تمتلك قرار الحرب والسلم معا في المنطقة . وان ايران قد تساعدها بالوقوف بوجه مخطط تهجير سكان غزة نحو سيناء مصر وسكان الضفة فيما بعد نحو الاردن!

سادسا:-تركيا متربصة جداً…

١-القيادة التركية بزعامة الرئيس اردوغان الجديد لم تكن مندفعة لنصرة غزة ونصرة الفلسطينيين مثلما كان يفعل الرئيس اردوغان من قبل .بحيث حتى حليفه القومي زعيم الحركة القومية السيد ( بهجلي ) خرج عن صمته وطالب بتدخل عسكري من تركيا لايقاف حرب الابادة ضد غزة لأن تركيا قوية وقادرة حسب كلامه.وهنا اقترب بهجلي من طرح المعارضة التركية بزعامة وزير الخارجية التركي الاسبق احمد اوغلو !
٢-اردوغان متربص جدا فحال تورط ايران في المعركة وحدوث نزاع اقليمي بسبب احداث غزة وطوفان الاقصى فسوف يفرض اردوغان هيمنته السياسية والاقتصادية على العراق وهذا اولا . ومباشرة ييستفرد اردوغان بالرئيس الاسد وسوريا وسيُملي عليهما شروطه وهذا ثانيا … وبعدها سوف يندفع اردوغان نحو اذربيجان صعودا نحو الدول الناطقة بالتركية والجلوس عند بحر قزوين ليعلن نفسه سلطانا . بحيث تجد ايران نفسها محاصرة بهلال تركي ،وهذا يعني هلال حلف الناتو وامريكا وإسرائيل .وحينها سوف يكون الخطر محدق في الخاصرتين الروسية والصينية !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى