الست.. اسم لإحدى أهم الآلهة في مصر القديمة
أسماء صبحي
أصل كلمة ست (سيدة بالعامية) هو الست أو ايسيت، وهم اسماء للآله ايزيس، إحدى أهم الآلهة في مصر القديمة. ومعنى اسم ايزيس أو الست او ايسيت هو سيدة العرش. وكانت ايزيس هي إلهة الخصوبة والأمومة ورمزاً لجميع النساء. وخلد اسمها حتي اليوم، وأصبح معنر كلمة سيدة بالمصري – الست والتي أصبح جمعها هو الستات.
الست في مصر القديمة
كانت اإيزيس هي الأنثى الكاملة فهى بحق “الست”، وفي الأسطورة المصرية الخالدة “ايزيس و أوزوريس” تلقت الست إيزيس علوم ما وراء الطبيعة من تحوت. وقامت بتجميع أجزاء زوجها المقتول أوزويس واستطاعت بذلك العلم إعادته إلى الحياة مرة أخرى. فأطلق عليها المصريين القدماء لقب “العظيمة فى السحر” (أى المتمكنة من علوم ما وراء الطبيعة).
الست هى أعلى مراحل النضج للأنثى، عندما تصل الى الحكمة، فـ “الست” هى المرأة الناضجة الحكيمة. ومراحل تطور الأنثى هي:
- باستت : طفلة
- حتحور : فتاه
- سخمت : امرأة
- ايزيس : حكيمة
عندما تنضج الأنثى تكتسب الحكمة، و تكون بحق “الست”، وبرغم الاختلاف الثقافي الذي عانت منه مصر لعقود طويلة.
الا أن أسطورة إيزيس وأوزورس ما زالت تحيا في الضمير المصري، وما زال هناك الاحترام و التبجيل للأنثى، والحب للست ايزيس. برغم ما يتم تلقينه للمصري من ثقافات أخرى تحتقر المرأة.
أم كلثوم
لذلك عندما ظهرت المطربة الكبيرة أم كلثوم أحيت في نفوس المصريين بفنها الجميل الحب والتبجيل للأنثى في شخص الست ايزيس. فأطلق المصريون لقب”الست” على العظيمة أم كلثوم، وأعلى لقب ممكن أن تحصل عليه أنثى هو لقب “الست”. الذي يعني تشبيهها بايزيس بكل ما كانت تتمتع به من تبجيل في مصر القديمة.
حصلت أم كلثوم على لقب الست بجدارة فكانت بحق الأنثى المبجلة المحبوبة من كل الشعب المصري، بل و الشعوب الأخرى. لاحظ أيضا أن المستمعين لأم كلثوم في حفلاتها عندما كانت تأخذهم نشوة الطرب كانوا يصيحون “عظمة على عظمة يا ست”. وفي ذلك تذكير بلقب الست ايزيس (العظيمة في السحر)، فالعظمة من صفات الست، لذلك صاح جمهور الست أم كلثوم “عظمة على عظمة”.
ما زال المصرى يحمل فى جيناته الوراثية رموز حضارته العريقة برغم الغزو الثقافي الذي تعرضنا له لعقود طويلة. ومصر القديمة لم تمت، فهي تعيش بداخلنا، ويمكن بعثها في أي وقت. وما زال المصرى يحمل في قلبه كل الحب والتبجيل والاحترام للأنثى “الست”.