دير المدينة: الموقع الأثري الذي يروي قصص الحرفيين في مصر القديمة
أسماء صبحي
يعد دير المدينة أحد المواقع التاريخية البارزة التي تقدم لمحة عن حياة الحرفيين في مصر القديمة. ويقع في الضفة الغربية للأقصر، بالقرب من وادي الملوك. وتأسس هذا الموقع خلال فترة المملكة الحديثة (1550 – 1070 قبل الميلاد) ليكون موطنًا للحرفيين الذين كانوا مسؤولين عن بناء وتزيين قبور الفراعنة.
تاريخ دير المدينة
هؤلاء الحرفيون الذين عرفوا بـ”خدم مكان الحقيقة” كانوا مكلفين بمهمة فريدة. وهي إضفاء الحياة على المقابر الملكية من خلال الزخارف والنقوش. وبفضل موقعه بعيدًا عن الأنظار، لا يزال دير المدينة يحمل أسرارًا لم تكتشف بعد. ويعد مكانًا مثاليًا للزوار الباحثين عن تاريخ مختلف وغير تقليدي.
ورغم أن الموقع لا يحظى بنفس الشهرة التي تحظى بها معابد ومقابر الفراعنة المشهورة. فإنه يقدم تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والحرف والفن الذي ازدهر في العصور الفرعونية.
الموقع بعد الحكم الفرعوني
بعد انهيار الحكم الفرعوني، تم إعادة استخدام الموقع في العصور المسيحية، حيث حوله الرهبان إلى دير بعد أن حولوا معبد حتحور إلى مكان للعبادة. واليوم، لا يزال دير المدينة أحد المواقع الأثرية التي تسهم في إضاءة تاريخ مصر القديمة من زاوية جديدة.
وتستمر الاكتشافات الأثرية في الموقع، مما يساعد العلماء على فهم تفاصيل الحياة اليومية للحرفيين الذين عملوا في هذا المكان.
ويقول الدكتور أحمد علي، أستاذ علم المصريات، إن دير المدينة موقع رائع لأنه يوفر منظورًا عن مصر القديمة لا نراه عادةً. إنه نافذة على حياة الحرفيين الذين عملوا على قبور الفراعنة.
وتابع علي: “ما يجعل هذا الموقع مثيرًا هو أن الكثير من الاكتشافات ما زالت مستمرة. لذلك، يعد الدير أحد المواقع المميزة لأولئك الذين يرغبون في اكتشاف جوانب خفية من تاريخ مصر”.