تاريخ ومزارات

أمين بك.. الناجي الوحيد من مذبحة القلعة عام 1811م

أسماء صبحي 

بدأت حكاية أمين بك عندما أرسل السلطان العثماني إلى محمد علي ليجهز جيشاً يرسله إلى الجحاز للقضاء على الحركة الوهابية. فخشي محمد علي أن ينتهز المماليك فرصة وجود الجيش في الحجاز فيقوموا بمهاجمته ولهذا قرر التخلص منهم نهائياً.

خطة محمد علي للقضاء على المماليك

انتهز محمد علي فرصه خروج الجبش المصري بقيادة طوسون إلى الحجاز، وأقام مهرجانًا فخمًا بالقلعة دعا إليه كبار رجال دولته. وجميع الأمراء والبكوات المماليك، فلبى المماليك تلك الدعوة وعدوها دليل رضاه عنهم.

دخل البكوات المماليك على محمد علي فتلقاهم بالحفاوة، ودعاهم إلى تناول القهوة معه، وشكرهم على إجابتهم دعوته. وألمح إلى ما يناله ابنه من التكريم إذا ما ساروا معه في الموكب، وراح محمد علي يتجاذب معهم أطراف الحديث؛ إمعانًا في إشعارهم بالأمن والود.

حان موعد تحرك الموكب، فنهض المماليك وبادلوا محمد علي التحية، وانضموا إلى الموكب. وكان يتقدم الركب مجموعة من الفرسان في طليعة الموكب، بعدها كان والي الشرطة ومحافظ المدينة، ثم كوكبه من الجنود الأرناؤود، ثم المماليك..ومن بعدهم مجموعة أخرى من الجنود الأرناؤود، وعلى إثرهم كبار المدعوين ورجال الدولة.

وتحرك الموكب ليغادر القلعة، فسار في طريق ضيق نحو باب “العزب”. فلما اجتاز الباب طليعة الموكب ووالي الشرطة والمحافظ، أُغْلِق الباب فجأة من الخارج في وجه المماليك. ومن ورائهم الجنود الأرناؤود، وتحول الجنود بسرعة عن الطريق، وتسلقوا الصخور على الجانبين. وراحوا يمطرون المماليك بوابل من الرصاص، أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى، وحاولوا الفرار. ولكن كانت بنادق الجنود تحصدهم في كل مكان، ومن نجا منهم من الرصاص فقد ذُبِح بوحشية.

نجاة أمين بك

وسقط المماليك صرعى مضرجين في دمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث. ولم ينج من المماليك الأربعمائة والسبعين الذين دخلوا القلعة في صبيحة ذلك اليوم إلا واحد يسمى “أمين بك” كان في مؤخرة الصفوف.

فلما شعر ببداية إطلاق النار قرر الفرار إلا أنه لم يكن أمامه سوى سور القلعة لذلك أخذ فرسة وقفز بة من فوق السور وسقط بة. حتى ما إن اقترب من الأرض قفز من فوق حصانة ليترك حصانة يلقى مصيره بينما رأى بعض البدو أمين بك مغشياً عليه. فأسرعوا إلى سرقة سلاحه ونقوده وضربوه بالسيوف فأصابوه إصابة بالغة في عنقه.

و العجيب أنه لم يمت فقد كتب الله له النجاه عندما عثر عليه أعراب فقاموا بإخفائه ومعالجته حتي شفي واستطاع الالتجاء إلي الشام. وبذلك يكون هذا الأمير المملوكي قد نجا من موت محقق مرتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى